كل عظماء العالم كتبوا سيَرهم الذاتية: مذكرات علي حسن خليل!
كل عظماء العالم كتبوا سيَرهم الذاتية، أو أوكلوا الأمر إلى متخصصين في هذا النوع من الكتابة. من السير ونستون تشرشل وصولاً إلى السير نبيه بري مروراً بالجنرال شارل ديغول وفرانكلين روزفلت ونلسون مانديلا وإميل لحّود، اللائحة تطول.
في سيرة الرئيس «المكاوم» إميل لحّود لا أخطاء ولا خطايا. مسارٌ سياسي يُحتذى. أكثر من مليون لبناني راشد طالبوا ذات يوم الرئيس التاريخي أن «يفلّ»، وأكثر من نصف أعضاء المجلس النيابي دعوه إلى التنحي لأن التمديد له تم قسراً…فبقي. لحود هو الحق. الآخرون هم الباطل.
بشوق ننتظر أن يفرغ الوزير كريم بقرادوني من كتابة سيرة الجنرال عون، آخر العظماء، وأن يوافق المعني على النشر. أسرار كثيرة ستُكشف عن علاقته المتوترة مع جعجع ومعظم الموارنة، عن حروبه، عن عودته المظفرة إلى لبنان بعدما حرره من مركز القيادة في «لا هوت ميزون…» الأرجح أن القرّاء سيكتشفون في الكتاب/ المرجع أن الرئيس عون، وفي كل محطاته النضالية، لم يرتكب هفوة واحدة أو خطيئة، لا سياسية ولا أخلاقية. طالع بثيابه على الجنة.
من الشيخ بشارة الخوري إلى فخامة الفراغ، أغلب الرؤساء وصنّاع الحدث كتبوا مذكراتهم كي ينصف التاريخ عهودهم ويذكرهم أهل الخير بالدعاء… حتى الرئيس الياس الهراوي (1989/ 1998) كتب بمساعدة من الكبير كميل منسّى وأضاء على حقبة مفصلية من بناء دولة تحت الوصاية السورية الكاملة.
فؤاد السنيورة، فؤاد بطرس، ميشال معلولي، محمد صفي الدين، الفضل شلق، وألبير منصور وغيرهم كتبوا مذكراتهم. بعضهم اكتفى بالإضاءة على حقبات محددة في عمله السياسي، وبعضهم إستهل سيرته من أول «بيبرونة» شفطتها شفتاه بنهم ملحوظ. قبل نحو عام صدرت مذكرات رئيس الحكومة الراحل صائب سلام بثلاثة مجلّدات ضخمة… لم يترك فيها ستراً مغطى. وكما الرؤساء الموارنة هو الأذكى والأعرف والأشطر والأدهى من سائر مجايليه.
وإن ننسَ فلا ننسى مذكرات الياس الفرزلي، السياسي المحنّك، بعنوان «أجمل التاريخ كان غداً». يشارك الفرزلي، كشخصية بطلة في الرواية، اللواء غازي كنعان، طيّب الله ثراه. فعلاً ما أجمل التاريخ!
وكي تكتمل فصول تاريخ لبنان الحديث، وُعدنا بكتاب يؤرّخ سيرة الحركي، العصامي، الحقوقي، المنظّر، الواعظ، النائب، الوزير، المقاوم، المعاون الأستاذ علي حسن خليل. وما أصعب الإنتظار.
أعود إلى تشرشل، الذي عشق السياسة وتنفّسها إذ بقي نائباً في مجلس العموم حتى وفاته عن عمر تخطى التسعة عقود. يقول السياسي الأشهر في بريطانيا العظمى «إذا أردت أن تعرف أي شعب في العالم، أنظر إلى برلمانه ومن يمثله فيه… وبعدها سوف تعرف أي الشعوب يستحق رمي الورود عليه أو ضربه بالأحذية». خاطرة تشرشل هذه تستدعي سؤالاً على عجل: ماذا تستحق الشعوب اللبنانية؟
عماد موسى