الوحدة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى السكري
خلصت دراسة أجريت في الولايات المتحدة إلى أن الوحدة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى السكري.
وتبين للعلماء الذين أجروا البحث، أن الوحدة التي يشعر بها الإنسان، تشكل عامل خطر للإصابة بأمراض القلب التاجية – وهي حالة تضيق الأوعية الدموية التي تغذي القلب أو انسدادها – أكبر من خطر نظام غذائي سيئ، أو عدم ممارسة التمارين الرياضية، أو التدخين، أو الاكتئاب.
وتشير نتائج البحث التي نشرت في “مجلة القلب الأوروبية” European Heart Journal، إلى أهمية العلاقات الاجتماعية المعنوية في الحفاظ على صحة جيدة.
مؤلف الدراسة البروفيسور لو تشي من “كلية الصحة العامة وطب المناطق الحارة” School of Public Health and Tropical Medicine في جامعة تولين في ولاية نيو أورلينز الأميركية، قال: “يبدو أن جودة التواصل الاجتماعي أكثر أهمية من عدد الأشخاص الذين يتواصل معهم بالنسبة إلى صحة القلب لدى مرضى السكري”.
وأضاف: “يجب ألا نقلل من تأثير الوحدة في الصحة الجسدية والعاطفية. وأود في المقابل أن أناشد مرضى السكري الذين يشعرون بالوحدة، أن يفكروا في الانضمام إلى مجموعات أو فصول تعليمية، ومحاولة بناء صداقات مع أشخاص لديهم اهتمامات مشتركة”.
ولأغراض الدراسة، دقق الباحثون في بيانات حصلوا عليها من “البنك الحيوي” Biobank في المملكة المتحدة – وهو قاعدة بيانات على الإنترنت للسجلات الطبية وسجلات نمط الحياة، لأكثر من نصف مليون بريطاني – تعود لأكثر من 18 ألف شخص بالغ، تتفاوت أعمارهم ما بين 37 و73 سنة. جميع هؤلاء الأشخاص كانوا يعانون مرض السكري لكن لم تكن لديهم أمراض في القلب في بداية الدراسة التي استمرت عقداً من الزمن.
واستخدم معدو الدراسة استبيانات لتقييم الشعور بالوحدة لدى الأفراد، وعوامل أخرى قد تؤثر في العلاقات، مثل “مؤشر كتلة الجسم” Index BMI، والنشاط البدني، والنظام الغذائي، وتناول الكحول، وممارسة التدخين، والأدوية، وضغط الدم، ونسبة الكوليسترول، ومدى التحكم بمعدل السكر فيه.
وتبين أنه على مدار أكثر من 10 أعوام، أصيب أكثر من 3 آلاف شخص بأمراض القلب، بما فيها أمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية.
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين أبدوا أعلى مستويات من الوحدة، كانوا يواجهون خطراً مرتفعاً بنسبة 26 في المئة للإصابة بأمراض القلب، مقارنة بالأفراد الذين يعانون مستويات منخفضة من الوحدة.
وتبين لفريق البحث أيضاً أن الوحدة تعد عاملاً خطراً للإصابة بأمراض القلب، وتأثيرها يتجاوز تأثير عوامل أخرى مثل نظام غذائي غير صحي، وقلة ممارسة التمارين الرياضية، والتدخين، أو حتى الاكتئاب. ومع ذلك، لوحظ أن تأثير الوحدة يكون أقل بشكل ملحوظ في حال اضطراب وظائف الكلى، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، و”مؤشر كتلة الجسم”.
البروفيسور تشي أكد أن “الوحدة تأتي في مرتبة أعلى كعامل ممهد لأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بكثير من العادات المرتبطة بنمط الحياة”.
وأضاف: “وجدنا أيضاً أنه بالنسبة إلى مرضى السكري، فإن عواقب عوامل الخطر الجسدية (كضعف السيطرة على نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدل الكوليسترول، والتدخين، وضعف وظائف الكلى)، كانت أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون الوحدة، مقارنة بأولئك الذين لم يكونوا كذلك”.
وخلص إلى القول إن “النتائج تشير إلى أن سؤال مرضى السكري عما إذا كانوا يشعرون بالوحدة، يجب أن يصبح جزءاً من معايير التقييم العادية، بحيث يصار إلى إحالة المتأثرين بها إلى خدمات الصحة العقلية”.
اندبندنت