هيكل الغواصة “تيتان” تلاصق بغراء هش وفق رئيس الشركة الصانعة

في زمن ماضٍ، وصف ستوكتون راش الرئيس التنفيذي لشركة “أوشن غيت إكسبيديشنز” OceanGate Expeditions التي تعرّضت غوّاصتها “تيتان” لانفجار داخليّ أثناء رحلة سعت إلى رؤية حطام سفينة “تيتانيك”، الغراء الذي يلصق أجزاء الهيكل الداخلي للغواصة معاً بأنّه شبيه “بزبدة الفستق”.

وقد تصدرت أنباء الغواصة العناوين الرئيسة للأخبار طيلة أيام خلال الشهر الفائت، بعد اختفائها أثناء رحلة غوص لاستكشاف حطام سفينة “تيتانيك”. ونتيجةً لذلك، قتل خمسة أشخاص ضمّتهم الغواصة، بمن فيهم راش نفسه، حينما أدّى ضغط عمق المحيط إلى التسبّب بانهيارها وتداعيها.

وفي فيديو يعود إلى عام 2018 نُشر على قناة “يوتيوب” الخاصة بشركة “أوشن غيت”، سُمع راش يصف الغراء المستخدم لإلصاق هيكل الغواصة المصنوع من ألياف الكربون بأنّه يشبه “زبدة الفستق”، قائلاً إنه “بسيط للغاية” وأسمك من لاصق التثبيت “إلمر” Elmer [نوع من الصمغ يستخدم في المدارس].

وبحسب موقع “إنسايدر” Insider، كان راش في الفيديو يتولى الإشراف على عملية جمع حلقات من التيتانيوم مع الهيكل المصنوع من ألياف الكربون.

وفي مقطع آخر في الفيديو، يقرّ راش أنه “في حال وقوع أي خلل، لا يكون هنالك مجال كبير للنجاة”.

ويُعتبر هذا الإقرار مروعاً بشكلٍ خاص، في وقت يتزايد فيه، منذ مصرع الركاب الخمسة، الكشف علانية عن مزيد من التفاصيل التي تدلّ على أنّ خبراء وموظّفين سابقين في أوشن غيت سبق أن حذّروا راش بشأن مسائل متعلقة بالسلامة تعاني منها الغواصة.

لوكريدج، “لا أودّ أن أبدو كشخصٍ واشٍ، لكنني قلق من أن يتسبّب في قتل نفسه وأشخاص آخرين، في مسعاه لتعزيز “غروره”.

وتابع بأنّ الغواصة “عبارة عن حادثة تنتظر الوقوع”، واعتبر أن ليس من مال مهما بلغت قيمته، سيقنعه “بالغوص بهذه المركبة”.

وفيما أظهرت سجلات المحكمة بأن لوكريدج وجد عدداً من الأخطاء والاختلالات خلال فحصه للغواصة. وتمثّلت أكبر مخاوفه في مادة ألياف الكربون التي استُخدمت في صنع هيكل الغواصة.

يشار إلى أن تلك المادة ليست ملائمة للاستعمال في سفن الغطس. إذ لم تختبر على مستوى الضغوطات القصوى من النوع الذي واجهته الغواصة أثناء رحلتها للوصول إلى حطام “تيتانيك”. وقد حثّ لوكريدج على أن تُعرض الغواصة على وكالة ترخيص بغية الحصول على تصنيف ملائم لوضعيتها، ونصح بالاستعانة بمكتب الشحن الأميركي. في المقابل، لم تلق اقتراحاته آذاناً صاغية.

ولم يُخضع راش الغواصة للفحص والترخيص مشيراً إلى عامل “الابتكار”، ونشر مدوّنة توضح سبب عدم تصنيف الغواصة. وكتب راش في المدوّنة، “فيما تكون وكالات التصنيف مستعدّة لمتابعة منح الشهادة للتصاميم والأفكار الجديدة والمبتكرة، إلا أنه غالباً ما تتطلّب دورة الموافقة سنوات عدة بسبب غياب المعايير المُجهزة مسبقاً. بالتالي، إن الاستعانة بجهة خارجية لتفحّص كل ابتكار قبل وضعه في الاختبار في العالم الفعلي، يشكل لعنة تلاحق السرعة في الابتكار”.

وختمت المدوّنة بكلمات جاء فيها أن “لا يكفي التصنيف لضمان السلامة”.

The Independent

مقالات ذات صلة