حزب الله يحاول فرض امر واقع جديد وقواعد لعبة جديدة جنوباً!
مع استمرار دعوات داخلية الى حوار يخرق جدار أزمة عدم انتخاب الرئيس، وظهور موقف لافت أو على الأقل متقدم لـ “التيار الوطني الحر” يؤكد الاستعداد لحوار ينتج توافقا على اسم، وسط “المعمعة” حول تاريخ عودة الموفد الفرنسي الى بيروت، وتضارب المعلومات حول ما يحمله معه من طروحات وحلول، حيث علم ان لودريان يعمل بجهد كبير على خطته الانقاذية، وعلى مطبات ومعوقات يسعى الى تذليلها حتى ولو استلزم الأمر بعض التأخير في عودته هذا الشهر الى بيروت، رغم العوائق الواضحة التي تعترض مهمته، اذ يبدو أن دول “الخماسي الباريسي” غير مستعدة للدخول في بحث عن تسوية جديدة تطيح اتفاق الطائف.
وفي انتظار معجزة رئاسية ما، ينصب الاهتمام في هذه المرحلة على تلافي اي تصعيد على الحدود الجنوبية، في ظل الاستنفار المتبادل على طرفيها، والمخاوف من دخول طرف ثالث على الخط يشعل فتيل المواجهة، على غرار ما حصل اليوم من اطلاق صواريخ دعما لجنين ، وان بتأخير يومين، نسبتهما “تل ابيب” الى مصادر فلسطينية متجنبة الاشارة الى حزب الله.
واضح ان “اسرائيل” تحاول استدراج لبنان الى “فخ ما”، عبر تكتيكاتها الاستفزازية المتمادية منذ مدة، املا في الخروج من ازماتها، سواء في الداخل في ظل الازمة المتصاعدة على خلفية تعديلات قانون القضاء، او على الجبهة الفلسطينية في غزة والضفة، كما درجت عادتها تاريخيا، من هنا رسائل التهديد التي وجهتها عبر اكثر من جهة عربية ودولية الى الضاحية والسراي.
وتكشف المصادر ان سلوك حزب الله عند الحدود الجنوبية، في اكثر من منطقة يسود الخلاف حولها بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، على نقطة محورية هي الفارق بين الخط الازرق، وهو خط وقف العمليات الذي رسمه القرار 1701 والخط الاخضر اي خط الهدنة، كما في منطقة مزارع شبعا، انما يأتي في ظل معلومات وصلت الى حارة حريك عن حركة ديبلوماسية مريبة في الخارج تدور حول مسألة ترسيم الحدود البرية، الذي طغى على اكثر من لقاء عقده مسؤول لبناني في العواصم الخارجية.
ولفتت المصادر الى انه من المثير للعجب هذه المرة، انه ورغم التهديدات التي ارسلتها “تل ابيب” الى بيروت، تسليم العدو الاسرائيلي لاول مرة بادارة الامم المتحدة للازمة وحلها، في ما خص الخيم التي نصبها حزب الله داخل المزارع وفي منطقة استراتيجية، خلافا لما كان عليه السلوك الاسرائيلي سابقا.
واشارت المصادر الى ان التقارير الاستخباراتية تتوقع حدثا عند الحدود الجنوبية، عشية جلسة الامن المخصصة للتجديد لقوات الطوارئ الدولية المعززة المنتشرة في منطقة جنوب الليطاني، خصوصا ان ثمة تحفظا كبيرا عن نص احدى الفقرات التي تم تمريرها العام الماضي، وتعطي وحدات اليونيفيل حرية حركة خارج اطار التعاون مع الجيش اللبناني.
وختمت المصادر باعتقادها ان حزب الله، ومن خلال “خطة” انتشاره جنوب خط الليطاني ، وبعد المناورة العسكرية التي اجراها الشهر الماضي امام كاميرات التلفزيون المحلي والعالمي، نجح بفرض امر واقع جديد وقواعد لعبة جديدة على العدو الاسرائيلي.
ميشال نصر- الديار