بدء المنافسة الأشرس بين “تويتر” و”ميتا” فمن يحسمها؟
يبدو أن القيود الجديدة التي فرضها “تويتر” عززت من حظوظ المنافسين بشكل كبير، خصوصاً أنه هناك حال عدم رضا عامة من القوانين التي فرضها الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك آخرها وضع سقف لعدد التغريدات التي يمكن لكل مستخدم رؤيتها.
على مر السنوات الماضية خرجت تطبيقات تحاول منافسة “تويتر”، لكن يبدو أن المنافسة الأشرس بدأت اليوم مع إطلاق خدمة “ثريدز”، التابع لشركة “ميتا”، الذي بات متوفراً للطلبات المسبقة المجانية في متاجر التطبيقات المحمولة للأجهزة العاملة بنظامي (آي أو إس) وأندرويد ووصل عدد المشتركين في سبع ساعات من إطلاقه إلى 10 ملايين مشترك.
تهديد “تويتر”
يعد استبدال “تويتر” تحدياً كبيراً بسبب قوة مستخدمينه المكونة من الصحافيين والسياسيين والرؤساء، لكن المنصة الجديدة تمتلك فرصة ذهبية يمكن استغلالها خصوصاً مع امتعاض عديد من موقع التغريدات حالياً.
ما يميز “ثريدز” أنه مرتبط بتطبيق “انستغرام” ولديه قاعدة مستخدمين كبيرة وبإمكان المستخدم التسجيل ونقل حسابه بشكل سريع للمنصة الجديدة، مما يعني أنه من اليوم الأول سيكون هناك عدد كبير من المستخدمين، وقد يكون هذا هو المهدد الرئيس “لتويتر”.
لم تكن هذه المنافسة الأولى من “ميتا” لبرامج التواصل الاجتماعي، إذ حققت نجاحات بعد استنساخها لعدد من أفكار التطبيقات منها فكرة “الستوري” من تطبيق “سناب شات” وقدمتها في “انستغرام” بطريقة جذبت بها عديداً من المتابعين، وكذلك تم استنساخ منصة “تيك توك” وتقديمها في “انستغرام” بطريقة مختلفة.
وجود قدرة على استنساخ الأفكار وأيضاً قاعدة جمهور كبيرة يعزز من نجاحها، وأيضاً انزعاج مستخدمي “تويتر” من القرارات المتخبطة قد تعني نجاحها في المنصة الجديدة.
موثوقية ومنافسة
وبالعودة للبدايات كانت هناك منافسة بين “انستغرام” و”تويتر”، خصوصاً بعد استحواذ “فيسبوك”، لكن باعتماد المحتوى على الصور والفيديو عكس موقع التغريدات أصبحت المنافسة في مجالين مختلفين وتفوق فيها الأول بالنهاية، وحصل على عدد أكبر من المستخدمين بعد تحوله من منصة خاصة للمصورين إلى منصة مهتمة بالتواصل الاجتماعي، وتقديم خدمات مثل الفيديو والقصص “ستوري” في المنصة مما ساهم في زيادة عدد المستخدمين بشكل كبير وحسم المنافسة غير المعلنة.
على رغم ذلك فإن “تويتر” ما زال يمتلك موثوقية أكبر وحضوراً قوياً، خصوصاً في المجالات السياسية، بما يحتويه من حسابات لرؤساء الدول التي تعطيه قوة أكبر من بقية المنصات.
حاولت منصات مختلفة سرقة الأضواء خاصة مع أزمة “تويتر” في 2015-2016 التي عانى فيها التطبيق مشكلة في رفع عدد المستخدمين والوصول إلى شرائح مختلفة، وكذلك مشكلات المحتوى الإعلاني والعشوائي، وكانت هناك منصة منافسة اسمها “بارلير” التي أوقفت بشكل نهائي بعد مشكلات قانونية خاضتها، لاسيما بعد لجوء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لها، فيما استمرت المنصات في تلك الفترة تظهر لمحاولة منافسة “تويتر”، ولكن دائماً ما يكون مصير هذه المنصة الفشل أوعدم إمكان إقناع المستخدمين بالاتجاه لها.
اندبندنت