حارة حريك: لا لبحث الخيارات الكبرى… الحوار حول الرئاسة أولاً!
من مزارع شبعا والحدود الجنوبية، الى الضنية والقرنة السوداء، مرورا بعشرات النزاعات الحدودية بين المناطق ومع العدو، ما زالت الجرة تسلم «كل مرة» وتمر «الامور» على خير، في بلد بحاجة الى «مشكل» بالناقص، حيث لا من يعالج ولا من يحسم ولا من يحكم، في ظل الانهيار التام والتحلل الكامل للمؤسسات، ومحاولات الحل بالتي هي احسن، وسط اصرار من يملكون الحل والربط على الامعان في سياساتهم وتشبثهم بمواقفهم التعطيلية.
فبعدما مر «قطوع» الفتنة الاسود بأقل نسبة من الضرر، نتيجة الاتصالات السياسية والحزم الامني، فيما يبقى رماد التهدئة تحت جمر الاحتقان الى حين كشف الحقيقة، تستمر المراوحة الداخلية السلبية ليغيب معها أي تواصل بين القوى السياسية، وسط استبعاد اي تطورات في المدى المنظور ، لا سيما في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، حيث لا جديد متوافر في المدى القريب ولا حتى في البعيد على الارجح، مع تسجيل مواقف سياسية من الاستحقاق المعلّق لناحية الحلول المقترحة له من جهة، وتداعياتِ الشغور على العمل الوزاري من جهة اخرى.
فلبنان ينتظر لودريان، فيما لودريان لم يبلور حتى الآن أي خطة لمقاربة الازمة الرئاسية في الشكل والكيانية في المضمون، وفقا لمصادر سياسية، وهو على الأرجح سيطرح الحوار كحل، فيما قوى كثيرة تعتبره تجاوزا للدستور، ومحاولة لتشريع عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل تحقيق تعديلات دستورية تصب في مصلحة «الثنائي الشيعي». مع الإشارة إلى أن قوى لبنانية سياسية كثيرة تؤكد أنها لن توافق على أي حوار، إلا بعد تثبيت مرجعية الطائف وتثبيت معادلة المناصفة وهوية لبنان وموقعه الحيادي.
وتكشف المصادر على هذا الصعيد، الى ان لودريان سأل ممثل حزب الله عن مسألة طرح طاولة حوار تناقش الازمات الحالية للخروج من عنق زجاجة المراوحة، فكان الجواب ان حارة حريك توافق على طاواة حوار ببند وحيد عنوانه «انتخاب رئيس»، ذلك ان الظروف ليست ناضجة حاليا لبحث المسائل الاخرى، مفضلة ترك نقاشها للعهد الجديد، مضيفة ان السؤال الاساس كان حول الجهة التي ستدعو وسترعى هذا الحوار.
وتتابع المصادر ان الجانب الفرنسي كان سبق وطرح قبل وصول لودريان عبر قنواته الخاصة، جدول اعمال لطاولة حوار تعقد في الخارج تتضمن مسائل: الاستراتيجية الدفاعية، اللامركزية الادارية، اتفاق الطائف وتعديل النظام، الخيارات الاقتصادية، وهي نقاط سبق وتم نقاشها مع رئيس «التيار الوطني الحر» خلال زيارته الى باريس.
واشارت المصادر الى انه من الواضح ان حزب الله وفي ظل الاتفاق الايراني – السعودي من جهة، وغياب القيادة السنية الجامعة مع خروج رئيس «تيار المستقبل» الشيخ سعد الحريري من المشهد السياسي، ليس في صدد الدخول باشكال شيعي – سني على خلفية المس باتفاق الطائف وصلاحياته، لما في ذلك من تداعيات سلبية.
وعليه، تختم المصادر بان الفريق الفرنسي المعني بالملف اللبناني، توصل الى نتيجة مفادها ضرورة التفتيش عن المساحات المشتركة بين الاطراف ولو كانت ضيقة وبحدّها الأدنى، لتأمين إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتشكيل حكومة والبدء بمعالجة الاقتصاد الذي يشكّل الهمّ الأساسي، اذ ليس المطلوب اليوم بحث الخيارات الكبرى، بل عن الحلول السريعة المطلوبة اقتصادياً واجتماعياً، «ففرنسا تحاول مساعدة لبنان، لكن على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم أيضاً»، وفقا لما ردده لودريان في بيروت امام من التقاهم، اذ «المطلوب ليس إجراء حوار من أجل الحوار، بل إجراؤه مع قابلية للتسوية».
ميشال نصر- الديار