الملف الرئاسي في الــ “كوما”!
بعد موجة الاحتجاجات والاشتباكات التي طالت باريس ومناطقها وجوارها في الأيام الماضية، باتت السلطة الفرنسية منهمكة في حل مشكلاتها الداخلية. وإثر هذه الأحداث إتجهت الأنظار بعد إنتهاء عطلة الأعياد الى ما سيحمله الموفد الفرنسي الرئاسي الوزير السابق جان إيف لودريان مع عودته الى لبنان المتوقعة في 14 الجاري، بحيث بات الملف الرئاسي في حالة “كوما” نظراً الى إنعدام الحلول الداخلية وعدم توافق الكتل بين بعضها البعض على تلبية دعوة فريق الممانعة الى الحوار، معتبرة أنهم يريدون الحوار على أساس فرض مرشحهم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية أو لا أحد.
ووسط تمسك المعارضة النوعي بمرشحها الوزير السابق جهاد أزعور، لا حل داخلياً في المدى المنظور، ويبدو أن القوى السياسية تنتظر الجولة الثانية للودريان الذي سيحمل معه مبادرة جديدة وربما يطرح إسماً لا يشكل إستفزازاً لأي طرف، فهل سيؤخر عودته نتيجة المستجدات في بلاده؟ وهل فرنسا لا تزال مصرة على التوصل الى حل نهائي من خلال انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن؟
أوساط معارضة مطلعة على الملف رأت عبر “لبنان الكبير” أن “لودريان يفترض أن يعود بعد عيد الثورة الفرنسية أي بعد 14 تموز، وبالتالي لم يفت الأوان بعد ولا نزال في بدايات الشهر الحالي”، مشيرةً الى أن “دولة كفرنسا مؤسساتية لا تعوقها ولا تعطل مساراتها احتجاجات تحدث على الأرض، ومن البديهي أن تصبح اهتماماتها أكثر لتثبيت الوضع على الأرض والاستقرار، وبالتالي من الممكن أن يؤخر لودريان عودته الى لبنان لبضعة أيام ولكن لا يجب أن ننسى أن لا موعد محدداً لهذه العودة من الأساس”.
وشددت الأوساط على وجوب “أن نعطي الفرنسيين الوقت الكافي لنرى الأوضاع لدينا كيف ستترجم، لكن لا شيء يعوق عودة لودريان الا عدم جهوزية أي مشروع لطرحه داخل لبنان، وهذه المرة لن تكون عودته إستطلاعية بل ليقول انهم انسحبوا من هذه اللعبة أو إقتراح عدة بنود جديدة”، مؤكدةً أن “توجه لودريان الى لبنان لن يغير شيئاً في المعادلة مهما كانت الطروح الموجودة في جعبته لأن المشكلة يجب أن تُحل في موقع المشكلة ومصدرها وبالتالي يجب أن يزور طهران، فلن تحل عقدة الممانعة وتعنتها اذا لم يتم الاتيان بضوء أخضر في هذا الاتجاه من ايران، ما عدا ذلك الأمور غير قابلة للحل لبنانياً”.
واعتبرت الأوساط أن “الاتفاق الايراني – الأميركي لا يمكن تناسيه أيضاً فهو عامل من العوامل التي تؤكد عدم البحث الآن في إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي اللبناني، وبالتالي الحوار لن يكون الحل الداخلي الذي سينهي أزمتنا العالقة، فحزب الله حتى هذه اللحظة لا يريد التخلي عن فرنجية ويتوجب على الجانب الفرنسي التوجه الى المصدر الأساس للمشكلات”.
في المقابل، أشارت مصادر مقربة من الثنائي الشيعي الى أن “لا معطيات فرنسية رسمية بعد، لكن المؤكد أن الأحداث الفرنسية الأخيرة خففت حتماً من وهج الاندفاع نحو أي ملف لا يرتبط بشأنها الداخلي ومنه الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وداخلياً لا حراك قبل عودة لودريان، وهذا الأخير لا يبحث اليوم في امكان تأخير عودته الى لبنان”.
لبنان الكبير