36 ألف راكب يومياً عبر مطار بيروت: إجراءات لحل مشكلات الزحمة «الإيجابية»!
اتخذت الحكومة اللبنانية سلسلة إجراءات لتخفيف وطأة المشكلات، التي يعاني منها المسافرون عبر مطار رفيق الحريري في بيروت، والتي زادت حدّتها في الفترة الأخيرة مع ارتفاع عددهم ليصل إلى نحو 36 ألف راكب يومياً كمعدل وسطي، بحسب ما أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حميه.
وكان وضع مطار رفيق الحريري في بيروت، محور بحث اجتماع وزاري عقد اليوم (الاثنين)، برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومشاركة وزراء الداخلية والبلديات بسام مولوي، والسياحة وليد نصار، وحميه، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، والمدير العام للطيران المدني فادي الحسن، ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لشركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، وذلك بعد تسجيل بعض الإشكالات في الفترة الأخيرة نتيجة الازدحام والفوضى.
وقال حميه إن الاجتماع جاء ضمن سلسلة المتابعة لوضع المطار، في ظل ما تشهده الدولة اللبنانية من عجز في الخزينة العامة وما يشهده المطار من إقبال للسياح والمغتربين بأعداد لم نشهدها منذ عام 2018، كاشفاً عن وصول عدد المغادرين أمس (الأحد)، إلى نحو 17 ألف راكب، أما عدد الواصلين فيناهز أحياناً نحو 21 ألف راكب، و«بتنا نتكلم الآن عن نحو 36 ألف راكب كمعدل وسطي في اليوم».
وأعلن عن اتخاذ قرار من قبل الأمن العام بفرز 12 عنصراً في محطة الوصول إلى الإرشاد والتوجيه قبل التدقيق في جوازات السفر من أجل أن تسير العملية بشكل منظم، وتوفيراً للوقت ولأجل التسريع بالتدقيق في جوازات السفر، وحتى لا تستغرق هذه العملية أكثر من ثلث ساعة، إضافة إلى صيانة الأمن العام المستلزمات التقنية والحواسيب في الكونتوارات لكي يتم استعمال كل كونتوارات الوصول والمغادرة.
وشرح حميه بعض الإجراءات التي ستتّخذ لتسهيل خروج المسافرين ودخولهم، قائلاً: «بالنسبة إلى الأحزمة، لا مشكلات تقريباً إنما هناك مشاكل في عدد عربات نقل الحقائب، وتم البحث في هذا الموضوع وستقوم شركة طيران الشرق الأوسط بالتواصل مع شركة (ميز) لزيادة عدد العربات»، مشيراً كذلك إلى أن «الجمارك ستؤمن مسربين للوصول لتخفيف الزحمة».
أما بالنسبة لعملية التفتيش، فأوضح أن «هناك 7 أجهزة سكانر تعمل، وسنقوم بصيانة الأجهزة الأخرى، ليرتفع العدد إلى 9، وقد اتخذت إجراءات احترازية لتكييف المطار عبر تأمين مولد إضافي لتوفير الطاقة الكهربائية».
وتطرق حميه إلى الأزمة المادية والمعيشية التي يعاني منها الموظفون في المطار، كما غيرهم من اللبنانيين، قائلاً: «موظفو الإدارة في الطيران المدني وعناصر الأمن العام والجمارك وتفتيشات قوى الأمن الداخلي وجهاز أمن المطار، وكل العاملين من القطاعين العام والخاص في المطار، يعانون أيضاً من الأزمة المالية، ويجب أن نقدر ظروفهم، لأنهم يعملون ويفكرون في الطبابة ومدرسة أولادهم وأهلهم ولقمة عيشهم وفقاً للمالية العامة في الدولة، وهم يواظبون على العمل، ولم يعلن أي منهم الإضراب»، متمنياً على الجميع «تقدير وضع الموظف الأمني والإداري في المطار بهذه الفترة الصعبة».
ورداً على سؤال عن عدم تخصيص أموال إضافية للموظفين في المطار من أجل حسن سير العمل، قال: «إيرادات المطار تناهز نحو 250 مليون دولار نقداً، ولكن نحن إدارة عامة وكل الإيرادات يتم تحويلها إلى الخزينة العامة وتنفق الأموال على سد عجز الموازنة ورواتب القطاع العام والمتقاعدين والعسكريين والمدنيين والإدارة عامة، وجزء منها يذهب لكهرباء لبنان».
بدوره، أوضح وزير السياحة أن الاجتماع هو الثالث المخصص لمطار بيروت، وقال: «إن شاء الله يلمس المواطن والوافد إلى لبنان الفرق، نظراً للإجراءات التي اتخذت»، مشيراً إلى أن «الزحمة أمر إيجابي ومؤشر جيد للبنان…».
وكانت برزت شكاوى من الزحمة في مطار بيروت خلال الأيام الماضية. ونشر نائب بيروت وضاح صادق في «تويتر» قبل أيام صورة للزحمة، وأرفقها بتصريح قال فيه: «نعلم أن عدد القادمين كبير ويتجاوز سعة المطار، ولكن المشكلة أن لا تنظيم، لا صفوف، لا تحضير للحد الأدنى من تسهيل مرور الوافدين».
مطار بيروت منذ دقائق، يعني عند منتصف الليل.نعلم ان عدد القادمين كبير و يتجاوز سعة المطار و لكن المشكلة ان لا تنظيم، لا صفوف، لا تحضير للحد الادنى من تسهيل مرور الوافدين.برسم وزير السياحة ووزير الاشغال و الامن العام.نبهنا منذ سنوات الى سوء ادارة المطار ثم حذرنا مرارا قبل المواسم و… pic.twitter.com/1iebtxnvKA
— Waddah Sadek – وضاح الصادق (@WaddahSadek) June 28, 2023
وأضاف أن هذا «برسم وزير السياحة ووزير الأشغال والأمن العام. نبهنا منذ سنوات إلى سوء إدارة المطار ثم حذرنا مراراً قبل المواسم، خصوصاً منذ أشهر ولم يتحركوا أو يبادروا إلى تحسين الأمر. إدارة لا تفقه أبسط أمور التنظيم لا يمكن أن تدير مطاراً سياحياً. وهذا قبل الوصول إلى مأساة تسلم الحقائب أو مافيا سيارات الأجرة».
الشرق الاوسط