بركان قيود ينفجر على “تويتر”… فبماذا يفكر ماسك؟

بشكل مفاجئ أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “تويتر” إيلون ماسك وضع قيود كبيرة على مستخدمي منصة التواصل الاجتماعي، عبر تخصيص عدد محدد من التغريدات لكل حساب للاطلاع ولا يمكن تعديه.

ووفقاً للتعديلات المعلنة من قبل ماسك، ليلة أمس السبت، فإن الحسابات المشتركة في خدمة “تويتر” المدفوعة سيكون بإمكانها قراءة فقط ستة آلاف تغريدة يومياً وبعدها ستتوقف عنهم الخدمة ولا يمكن تعدي هذا الأمر.

أما الحسابات غير الموثقة فسيكون متاح لها قراءة 600 تغريدة فقط يومياً، والحسابات الجديدة تقرأ 300 تغريدة، وبعدها يتوقف التفاعل، إذ سيكون المستخدم مضطراً إلى التوقف عن استخدام “تويتر” والعودة بعد 24 ساعة، ليبقى السؤال هنا “ما سر هذه التغييرات؟”.

الحسابات الوهمية

تقارير إعلامية نقلت عن مصادر متنوعة قولها إنه بعد فرض “تويتر” اشتراكات على API الخاص بالمنصة، كمحاولة لحصار أغلب الحسابات الوهمية التي تنشر إعلانات ومعلومات مغلوطة عليها وتؤثر بشكل سلبي في التفاعل فيها، اتجهت هذه الحسابات إلى استخدام طريقة مختلفة تعتمد على التفاعل الوهمي في المنصة.

وأوضحت أن هذه الطريقة البديلة تكون خارج API الخاص بـ”تويتر” ولكن تعتمد على مكتبات WebKitGTK وبعدها المسؤول عن الموضوع يفتح أوامر معينة وينشر معلومات مغلوطة وغيرها من الأمور المختلفة، التي تجعل منصة التواصل الاجتماعي مكاناً نشطاً جداً لتداول بيانات وهمية من حسابات تدار من قبل منظمات مدفوعة، بإمكان أي شخص الدفع لها لنشر أي معلومة في المنصة أو رفع هاشتاغ معين أو حتى التفاعل بشكل وهمي مع أي حساب أو منشور.

لكن منذ شراء إيلون ماسك “تويتر” أعلن اعتزامه إيجاد حلول مختلفة لمشكلة التفاعل الوهمي في المنصة والمعلومات المغلوطة لأنها تضعهم في حرج كبير جداً، خصوصاً مع قرب الانتخابات الأميركية 2024 التي تعد أغلب المنصات لها العدة، خوفاً من نشر معلومات مغلوطة عنها، مما يجعلها عرضة للمساءلة في حال حدوث أي أمر يؤثر بشكل سلبي في التصويت.

بعض المصادر الأخرى تشير إلى أن أحد الأهداف التي تسعى “تويتر” إليها هو القضاء على موجة الأخبار المغلوطة التي يتم نشرها حالياً مع ذروة الاحتجاجات في فرنسا، بخاصة مع تصريح الرئيس إيمانويل ماكرون أن هناك تدخلاً من منصات لتأجيج الأوضاع في بلاده، إذ تبحث غالب المنصات حالياً عن حلول لفرض قيود أكثر على المحتوى، للحد من المعلومات المغلوطة التي تنشر بها والتي تجعلها عرضة للقضايا المختلفة من جهات عدة.

حصار الذكاء الاصطناعي

في المقابل، يرى مراقبون تقنيون أن هدف “تويتر” من هذه الخطوة هو الحد من وصول شركات الذكاء الاصطناعي إلى المعلومات الموجودة في المنصة، ضاربة مثالاً بقولها إن CHATGPT لديها حالياً إمكانية للوصول بالكامل إلى المنصة وأخذ المعلومات الموجودة فيها من دون دفع مقابل مالي، لذلك مع هذه القيود سيكون عليها الاتجاه إلى دفع مبالغ طائلة جداً للوصول إلى المحتوى مما يعني مدخولاً إضافياً.

ببساطة تقوم آلية منصات التواصل الاجتماعي على قاعدة أنه كلما زاد التفاعل فيها ارتفعت نسبة الإعلانات ومن ثم زادت المدخولات، لذلك فإن فرض قيود على “تويتر” في القراءة أو الاستفادة من المحتوى يعني أن المستخدمين سيكون تفاعلهم محدوداً جداً، وأن ظهور الإعلانات سيكون أقل لهم وهذا سيؤثر بشكل سلبي جداً في مدخولات المنصة، ولكن يبدو أن القضاء على الحسابات الوهمية أهم بكثير من الخوف من القضايا التي سترفع على تويتر” أو المدخولات القادمة من الإعلانات.

الحسابات الوهمية كانت وما زالت جزءاً من منصات التواصل الاجتماعي، وللأسف استغلت لفترات طويلة في نشر معلومات وهمية وأخبار مغلوطة وقت جائحة “كوفيد-19” وما قبلها، خصوصاً خلال فترات التقلبات السياسية، إذ كانت مصدراً مهماً لتأجيج الصراعات المختلفة ونشر المعلومات المغلوطة، لذلك تتخوف منصات التواصل وتسعى إلى إيجاد حلول مختلفة تقلل الضغط عليها.

يبدو في النهاية أن إجراءات ماسك إحدى الطرق الجديدة من “تويتر” لتحقيق ذلك، مع الوضع في الاعتبار أنه بعد مطالبات كبيرة من قبل المتابعين أصبح بإمكان الحسابات الموثقة الاطلاع على 10 آلاف تغريدة و1000 تغريدة للحسابات غير الموثقة و500 تغريدة فقط للجديدة.

انديندنت

مقالات ذات صلة