البلاد على شفير حرب أهلية: النفوس مشحونه والفتنة جاهزة للاستيقاظ مناطقياً وطائفياً!؟

قدمت حادثة القرنة السوداء التي نتج منها مقتل شابين من آل طوق من بلدة بشري نموذجا عن الوضع المهترئ في لبنان، وعن النفوس المشحونه، والفتنة النائمة الجاهزة للاستيقاظ طائفيا ومناطقيا لتضع البلاد على شفير حرب أهلية جديدة في ظل انعدام الرؤى والوعي لدى بعض الشبان، وبفعل الارضية التي يعمل كثيرون على تسخينها كلما دعت الحاجة تحت عنوان: “الخلاف العقاري بين بشري وبقاعصفرين الضنية على القرنة السوداء التي وضعت أمس على صفيح ساخن”.

بالرغم من هذا الخلاف التاريخي، فإن الفتنة تطل برأسها موسميا وتكاد في كل مرة ان تجر البلاد الى ما لا يحمد عقباه، حيث يسارع المعنيون الى التدخل ويتخذ الجيش الاجراءات اللازمة لتهدئة النفوس مرحليا، لكن من دون العمل على إيجاد حل نهائي وجذري لهذا الملف العقاري الذي آن له أن يشهد تسوية تساهم في سحب فتائل التفجير التي تتمدد بين الجيران.

لم يكد ينتشر خبر مقتل الشاب هيثم طوق حتى بدأ البعض بإصدار الأحكام المسبقة وتوزيع الاتهامات ونسج السيناريوهات البوليسية حول قناص اقدم على قتله، في وقت عثر فيه عليه جثة هامدة على طريق القرنة السوداء وتم نقله الى مستشفى بشري من دون ان يتأكد احد من الاسباب التي أدت الى مقتله او الجهة التي أقدمت على ذلك.

شائعات كثيرة تم تداولها حول الحادثة وكلها تهدف الى التحريض على الفتنة، في وقت لا يمتلك فيه لبنان ترف الدخول في متاهات امنية طائفية او في المزيد من الفتن في ظل الظروف القاسية التي يعيشها، خصوصا في ظل المعلومات التي تحدثت عن ان احد الاطباء الشرعيين الذي كشف على جثة هيثم دحض فرضية القناص، لمصلحة فرضية القتل من مسافة قريبة، بسبب دخول الرصاصة من الكتف مرورا بالرئتين والبطن واستقرارها في الفخذ، ما يفتح الباب امام اسباب اخرى ادت الى مقتل هيثم من دون استبعاد فرضية الثأر الشخصي او الطابور الخامس الذي يفتش عن توترات في كل المناطق لتنفيذ اجندات عدة.

كما ان الجيش الذي تحدث في بيان له عن منطقة التدريب العسكري في المنطقة وضرورة الابتعاد عنها حرصا على سلامة المواطنين، من شأنها ان تأخذ الى فرضيات أخرى بعيدة كل البعد عما يتم التداول فيه من أخبار.

هذا الواقع المشحون المفتوح على كل الاحتمالات السيئة يحتم على الاجهزة الامنية والعسكرية والقضائية الاسراع في اعلان نتيجة التحقيقات وتبيان الطريقة التي قتل فيها هيثم طوق والجهة المنفذة وذلك لقطع دابر الفتنة، ومن ثم العمل بشكل فوري على إيجاد حل سريع ونهائي للخلاف العقاري بين بشري وبقاعصفرين خصوصا أنه ليس في كل مرة تسلم الجرة.

لا شك في أن الجيش لعب دورا كبيرا في لجم حالات الغضب وردات الفعل وصولا الى الاشتباك مع مجموعة مسلحة من بشري ما ادى الى مقتل مالك طوق واصابة عسكري من آل سكر ما يزال في حالة خطر شديد، كما نفذ الجيش اجراءت صارمة وانتشر على طول الطريق الذي يربط بين بشري وبقاعصفرين عبر القرنة السوداء.

كذلك فقد اتصل الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي بالجانبين لحثهما على التعاطي مع تداعيات الحادثة بحكمة وروية وانتظار نتائج التحقيقات.

وتابع ميقاتي مع قائد الجيش والاجهزة الامنية والقضائية المختصة التطورات على الارض وشدد على ان هذه الحادثة مدانة وستتم ملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم.

يجب التحذير من أن يكون الهدف من وراء هذا الاحداث هو التحضير لفتنة مناطيقية – سياسية – طائفية ما وبالتالي لا بد للأجهزة الأمنية والقضائية القيام بكل واجباتها بسرعة وحزم منعاً للفتنة وإحقاقاً للحق ولكي تهدأ النفوس ومنع الإنزلاق تحت تأثير الشائعات المضللة الى ما لا تُحمَد عُقباه”.

غسان ريفي- سفير الشمال

مقالات ذات صلة