عقود بالملايين: فشل صفقة تحويل سوريا قاعدة عالمية لـ”فاغنر”!

وصل رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى مراحل متقدمة من المفاوضات مع زعيم مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين لجعل سوريا قاعدة عالمية رئيسة للمجموعة، قبل أن ينسف تمرّد بريغوجين ضد القيادة الروسية المخطط بينهما، حسب ما ذكرت شبكة “آي تي في” البريطانية.

ونقلت الشبكة عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن الأسد وبريغوجين “اقتربا من الوصول إلى اتفاق” يقضي بزيادة عدد “مرتزقة فاغنر” من 4 آلاف إلى 70 ألفاً في سوريا، خلال الأشهر القادمة.

وقالت مصادر الشبكة البريطانية إن التمرد الذي قاده بريغوجين نسف المفاوضات مع الأسد، بعدما وصلت إلى مرحلة متقدمة، موضحةً أن الهدف من الاتفاق هو جعل سوريا “قاعدة عالمية رئيسية للتنظيم”.

وقبل أسبوع، قاد بريغوجين تمرداً مسلحاً ضد الرئاسة الروسية لنحو 24 ساعة، حيث وصلت طلائع قواته إلى مسافة 200 كيلو متر عن العاصمة موسكو، قبل أن يتراجع بشكل مفاجئ عن الزحف، ويتم إبعاده إلى بيلاروسيا.

وأضافت المصادر أن ممثلين عن بريغوجين وصلوا قبل أسبوعين من وقوع التمرّد إلى العاصمة دمشق، من أجل ترتيب وضع قوات “فاغنر” في سوريا وزيادة عديدها من 4 آلاف مقاتل إلى 70 ألفاً.

وحسب الشبكة، فإن الأسد كان مستعداً لزيادة عديد قوات “فاغنر” بنحو 4 أضعاف عمّا كان عليه الحال في السابق، وذلك من أجل قطع خطوة متقدمة في تعزيز العلاقات مع الكرملين، قبل أن يُفاجأ بحدوث التمرّد.

وقالت إن الأسد اشترط على بريغوجين أن يحافظ على تمركز نصف مقاتلي “فاغنر” عند الجبهات الساخنة في شمال غرب سوريا، في حين يتم إرسال النصف الآخر إلى أوكرانيا وأفريقيا.

عقود بالملايين
وأشارت الشبكة إلى أن يسار إبراهيم، وهو شخصية بارزة لدى نظام الأسد، قاد المفاوضات إلى جانب شخصيات بارزة في القصر الجمهوري، لافتةً إلى أن الصفقة جرى التخطيط لها خلال زيارة الأسد إلى روسيا منتصف آذار/مارس.

وهدف الأسد من وراء الصفقة للحصول على عقود بالملايين مع شركات بريغوجين، فضلاً عن سعيه لإرضاء القيادة الروسية، وعدم المخاطرة بالدعم المباشر الذي يتلقاه منها.

وقالت الشبكة إن قيمة العقود تصل إلى عشرات ملايين الدولارات شهرياً، وذلك من خلال السماح للشركات باستغلال موارد سوريا الطبيعية من نفط وغاز.

وأفشل التمرد الصفقة بين الأسد وبريغوجين، إذ توجه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين عقب انتهائه إلى دمشق، وذلك من أجل إبلاغ الأسد بأن “فاغنر” ستتوقف عن العمل بشكل مستقل في سوريا، كما قبضت الشرطة العسكرية الروسية على عدد من مقاتلي “فاغنر” في سوريا.

ووفقاً لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن أكثر من ألفي جندي من قوات “فاغنر” من جنسيات دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، موجودون في سوريا، حيث يتوزعون بشكل رئيسي ضمن حقول النفط في البادية السورية، كما أشار الى وجود 3 آلاف سوري مجنّد ضمن صفوفها يعملون داخل وخارج سوريا.

المدن

مقالات ذات صلة