هل “الأسبارتام” مادة مسرطنة … يجب الامتناع تماماً عن تناوله؟
بعد عقود من اعتماد مادة “الأسبارتام” كبديل عن السكر، بعد حصولها على الموافقة كمادة آمنة في الولايات المتحدة، تناولت الوكالة الدولية للأبحاث التابعة لمنظّمة الصحة العالمية آثاره كمادة مسرطنة محتملة، لتقويم المخاطر التي يمكن أن تنتج من ذلك. لم يصدر بعد التقرير النهائي بشأن هذا الموضوع، فيما من المتوقع أن يصدر في 14 تموز (يوليو)، مع تحديد للمعدّل الآمن الذي يمكن تناوله، وتحذير منه كمادة مسرطنة محتملة، بحسب ما نُشر فيCNN.
ما أهم مصادر “الأسبارتام”؟
يُعتبر “الأسبارتام” من المُحلّيات الصناعية الشائع استخدامها في مشروبات عديدة وأطعمة ومنتجات غذائية، يتخطّى عددها في الأسواق الـ 6000، ومنها المشروبات الغازية “الدايت” واللبان والسكاكر “الدايت” وبعض أنواع أدوية السعال وفي أنواعٍ من معجون الأسنان، مع الإشارة إلى أنّ “الأسبارتام” دخل إلى الأسواق في عام 1981، كمُحلٍ صناعي قليل الوحدات الحرارية. وكانت وكالة الغذاء والدواء الأميركية FDA قد دقّقت مرّات عدّة بهذا البديل الصناعي، مؤكّدةً أنّه آمن لعامة الناس. لكن بعد التحليل الصادر عن منظمة الصحة العالمية، أجرت الوكالة تعديلات في الموقع الخاص بها بشأن “الأسبارتام”، وغيره من البدائل الصناعية للسكر، مشيرةً إلى أنّه من المضافات الغذائية التي خضعت للمعدّل الأعلى من الدراسات.
وكانت دراسات عديدة قد أكّدت أنّ “الأسبارتام” لا يؤثر على معدّلات الأنسولين أو السكّر في الدم، ما يجعله من المُحلّيات الصناعية الأكثر شيوعاً، خصوصاً لمرضى السكري. وقد أكّدت دراسات عديدة أنّ “الأسبارتام” مُحلٍ صناعي آمن، شرط تناوله باعتدال، فيما أكدت دراسة أجريت في فرنسا وتناولت 100 ألف شخص، أنّ الأشخاص الذين يفرطون في تناول “الأسبارتام” هم أكثر عرضة بنسبة بسيطة للإصابة بالسرطان.
هل يجب الامتناع عن تناول “الأسبارتام”؟
يؤكّد الخبراء أنّ ما توصلت إليه الوكالة بشأن “الأسبارتام” لا يعني أنّه مادة مسرطنة، بل يدعو من يستخدمه ليدرك أنّ ثمة علاقة بينه وبين احتمال الإصابة بالسرطان لا أكثر. وبالتالي يحضّ ذلك على نشر الوعي بشأن وجود علامة استفهام حوله، وأنّه لا يمكن تجاهل هذا الاحتمال. وفي الوقت نفسه من المفترض أن يُعاد النظر في المعدّل اليومي الآمن لاستخدام “الأسبارتام”.
تؤكّد اختصاصية التغذية نيفين بشير أنّها لم تنصح يوماً باستخدام “الأسبارتام”، بما أنّه كانت هناك علامات استفهام دائماً بشأنه، وكان ثمة احتمال بأن يكون من المواد المسرطنة. فالدراسات عن المواد المصنّعة هذه لا تُجرى على البشر بل على الحيوان، تماماً كما بالنسبة لمادة “الأكريلاميد”، فيما يُعتبر جسم الحيوان مختلفاً عن جسم الإنسان. لكن عندما يُثبت أنّ المادة قد تكون مسرطنة للحيوان، قد تكون من المواد المسرطنة للإنسان أيضاً، وتكون هناك متابعة ودراسات كثيرة عنها للمدى البعيد، ولو توافر في الأسواق كمادة آمنة، يمكن استخدامها. عندها تتركّز الدراسات على تلك العلاقة بين تناول المادة، كما هي الحال بالنسبة لـ”الأسبارتام”، واحتمال الإصابة بالسرطان. وفي ذلك، يتمّ اختيار أعداد معيّنة من الناس، وتكون هناك مراقبة لهم لتقويم معدّل الخطر في الإصابة بالسرطان.
بشكل عام، تؤكّد بشير أنّ كافة المواد المصنّعة تحمل هذا الخطر، ويتمّ التحذير من مخاطر استخدامها بكميات كبرى، خصوصاً أنّ كثيرين يفرطون في استخدام “الأسبارتام” وغيره من المواد المماثلة، خوفاً من زيادة معدّل الوحدات الحرارية التي يتناولونها ومن زيادة أوزانهم. هم يستبدلون السكر الطبيعي بـ”الأسبارتام”، وإن بكميات زائدة من دون التفكير بالعواقب. وتشدّد بشير على أنّ كل مادة طبيعية تبقى الأفضل، ومن الضروري تجنّب استخدام أي مادة مصنّعة قدر الإمكان، لأنّ ثمة علامات استفهام بشأن كافة المواد المصنّعة التي يمكن أن نُدخلها إلى الجسم، ولم تتضح بعد الأمور حيال كيفية تخلّص الجسم من هذه المواد، فيما تستمر الدراسات بشأنها.
انطلاقاً من ذلك، تدعو الاختصاصية بشير إلى الحدّ من استخدامها أو الامتناع تماماً عن ذلك، وإن كان التقرير النهائي لم يصدر بعد. فتتوقع أن تُعتبر فعلاً من المواد المسرطنة التي يجب الامتناع عن تناولها. لذلك، من الضروري قراءة لائحة المكوّنات في كل منتج غذائي قبل تناوله، وتجنّب اختياره إذا كان يحتوي على “الأسبارتام”.
النهار العربي