تطيير جولة لودريان 2 قبل أن تبدأ: مهما زاد عدد الزيارات وقلّ لن تقدم ولن تؤخر!
مع تقدم الساعات وتطور الاحداث الداخلية في فرنسا، في ظل تصريحات المسؤولين عن عمق وخطورة ما يحدث، خصوصا بعد حديث اليمين المتطرف عن حرب اهلية – عرقية، تزداد ريبة ومخاوف الاطراف اللبنانية من انفلات الاوضاع في بيروت ودخول البلاد مرحلة جديدة يختلط فيها «البوم» الامني بالانفجار السياسي، في حال توقف المبادرة الفرنسية الوحيدة راهنا على المسار الرئاسي.
فمع استمرار عطلة عيد الاضحى الممتدة حتى مطلع الاسبوع المقبل، بقي الملف اللبناني يراوح مكانه، فانعدمت الاتصالات واللقاءات، اذ يفترض ان تستأنف الحركة السياسية رسميا مع عودة الرئيس نجيب ميقاتي من السعودية والاستعداد لعقد جلسة لمجلس الوزراء وبين المقار الحزبية، بحثا عما يمكن ان يكسر الجمود القاتل، مع تراكم الملفات المتفجرة.
وفي غياب اي جديد، وعلى وقع استمرار الادانات لموقف لبنان الرئسمي المتمنّع عن التصويت لمصلحة قرار انشاء لجنة مستقلة للتقصي عن المفقودين في سوريا، بدات تتكشف بعض خفايا اتصالات الجلسة ال12 للانتخاب، وما بعدها، في ظل اشارة اوساط ديبلوماسية الى ان عددا من الاسماء التي جرى التواصل معها بعيدا عن الاعلام وجس نبضها في خصوص ترشيحها كاسماء وسطية فضلت عدم ادخالها في تلك البازارات، خصوصا في ظل البلوك المسيحي القائم وعدم رغبة اي شخصية في الدخول في صدام على هذا الصعيد.
وتتابع الاوساط ان موقف حارة حريك الجدي، والذي يعكس الاعلام جزءا اساسيا منه ليس بعيدا عن سبب رغبة تلك الشخصيات بتحييد نفسها، خصوصا ان ذلك سيجعلها في مواجهة الشارع المسيحي عشية انتخابات 2026، التي تشكل المعركة الاساس لكل الشخصيات والاحزاب المسيحية على اختلافها.
وتشير المصادر الى ان دعوة حزب الله الى الحوار والنقاش لا تعني ابدا تراجعه عن مرشحه او تخليه عنه، انما هي وفقا للمعايير اللبنانية والتجارب التاريخية دعوة لتمرير الوقت الى حين بلوغ التسويات، وهي اذ تعني شيئا فانها تؤكد ان زيارات الموفد الرئاسي الفرنسي مهما زاد عددها وقل لن تقدم ولن تؤخر، لانه ما زال من المبكر حسم الرئاسة.
ورات المصادر ان استراتيجية حارة حريك في معركة ايصال سليمان فرنجية الى قصر بعبدا لا تختلف عن تلك التي اعتمدت زمن معركة الرئيس الاسبق ميشال عون، رغم اختلاف الظروف، الا ان ما تغير هو بعض التكتيكات البسيطة، والليونة الشكلية «اكثرمن اللزوم» والتي تعود الى عدم رغبة الحزب بقطع الخيط الذي ما زال يربط كل من الرابية والبياضة بحارة حريك.
في الماضي ومن باب «تعويص» المسائل كانت المقولة المعروفة «اذا اردت ان تعرف ماذا في بيروت عليك ان تعرف ماذا في الصين»، اما اليوم فاذا اردت ان تعرف ماذا ستحمل معها الايام لبيروت لا بد لك من ان تنظر كيف ستتطور الامور والاحداث في باريس، وهي بالتاكيد معادلة ذهبية ستسمح من جديد للطبقة السياسية الحاكمة من تمديد عمرها واعادة استنساخ نفسها.
ميشال نصر- الديار