لبنان على «الرف» حاليا والرئاسة «حلم ليلة صيف» تنتظر «مسقط»!!

يسمع زوار العاصمة السورية عبارات الثناء والود والارتياح الشامل لمواقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من سوريا ومبادراته الفورية لاعادة اجواء العلاقات الى مرحلة ما قبل 2005. وحسب الزوار وما سمعوه، فان الجهد السعودي محصور حاليا بـ «سورية اولا» وقد بدا تاهيل البنى التحتية وانشاء معمل للكهرباء بقوة ١٠٠٠ ميغاوات يوضع في الخدمة مطلع ٢٠٢٤ بالاضافة الى تزويدها بالنفط باسعار تشجيعية بالتزامن مع دراسات لمشاريع مختلفة، فيما تقديمات الامارات بلغت مستويات لافتة، وتبقى القطيعة الشاملة مع قطر، لا حدود لها ومن دون حلول في الافق.

وفي المعلومات، ان الملف اللبناني كان «طبقا» على مائدة الاسد – بن سلمان في القمة العربية في جدة، والصورة النهائية بحاجة لبعض الوقت كون الملف اللبناني ليس اولوية حتى الان. الانظار كلها متجهة نحو مسقط ومتابعة ما يجري بين ايران والولايات المتحدة، وبين واشنطن ودمشق، لان صورة المنطقة للمرحلة القادمة ترسم من هناك، وفيما تشهد خطوط التواصل بين طهران وواشنطن حرارة مرتفعة يقابلها برودة وعدم حماس ومراوحة بين الولايات المتحدة وسورية نتيجة الجدار السميك من عدم الثقة، جعل الامور تدور في حلقة مفرغة حتى الان، وحسب زوار دمشق، الاميركيون يقولون شيئا وديا في الاجتماعات الداخلية وتصعيديا واستفزازيا في الاعلام، نتيجة عدم قدرة بايدن بالتراجع عن دعم الاكراد ووعوده باعطائهم حكما ذاتيا مرفوضا من جميع الدول المجاورة لدمشق.

وحسب زوار دمشق، فان الاصرار على عودة العلاقات مع دمشق غير محصور بالرياض فقط ويمتد ليشمل القاهرة وبغداد وعمان وتمتين هذا المحور ودعم الجيش السوري في حربه ضد المسلحين في مناطق تواجدهم شمال سوريا، وعلم ان القيادات المعارضة الاساسية المتواجدة في هذه الدول ستبدا حوارا مع النظام وقد يسمح لبعضها بالعودة وممارسة العمل السياسي تحت سقف القانون.

هذه التطورات الايجابية لا تعني ان الحرب حطت اوزارها في سوريا كون الصراع في جانب اساسي منه وبنسبة ٩٠ % على مواردها الطبيعية الاغنى في ظل اكتشاف كميات كبيرة من معادن «الرقائق» معظمها في مناطق الاكراد التي تستخدم في الصناعات الكبرى وقلصت واشنطن تصديرها الى الصين مؤخرا بعد التوتر بين الدولتين. علما ان الصراع على سوريا وموقعها وطرقاتها ومواردها لم يتوقف لحظة في التاريخ القديم والحديث.

وحسب المتابعين لهذه الاجواء، لبنان على «الرف» حاليا ولا رئيس للجمهورية في المدى لمنظور والعلاجات على القطعة، والجهود الداخلية لانتخاب الرئيس «حلم ليلة صيف « كما وصف متابع سياسي، وفي نفس الوقت، لا انهيارات واكثر الملفات تعقيدا تم تجاوزها عبر تسلم وسيم منصوري نائب حاكم مصرف لبنان مهام الحاكم في اول آب حيث زار واشنطن والتقى المسؤولين عن الخزانة الاميركية ونال «بركتهم» في موضوع الاستمرار في سياسة الصيرفة وتجميد الدولار ومنع قفزه الى ٢٠٠ الف في حال الغاء هذا التعميم رغم اثاره السلبية على الاحتياطي الذي فقد 920 مليون دولار من مطلع السنة جراء استمرار العمل بالصيرفة، ولذلك، سيبقى لبنان يعاني اوضاعا صعبة واوجاعا على كافة المستويات وارتفاعا في معدلات الجريمة، ومناوشات يومية في ملف النازحين ومطولات سياسية عن «لبنان الكرامة والشعب العنيد» وموشحات طائفية لكن الاكيد والثابت عدم هز الاستقرار حتى تدق الساعة الخارجية للحلول مع الامل بانتخاب رئيس للجمهورية قبل شهر كانون الثاني واحالة قائد الجيش الى التقاعد حيث سيكون الحل شبيها بما جرى في الامن العام ومصرف لبنان وتمديد عمل الدولة من دون رئيس للجمهورية.

رضوان الذيب- الديار

مقالات ذات صلة