من هو العراقي الذي أحرق المصحف؟
تسببت فعلته بموجة غضب في دول عربية عدة فضلا عن صدور إدانات من دول غربية على الحادث الذي يقف خلفه المهاجر العراقي سلوان موميكا البالغ من العمر 37 عاما.
يوم الأربعاء الماضي وعندما كان المسلمون يحتفلون بأول أيام عيد الأضحى، أقدم موميكا- وشخص آخر، على دوس نسخة من المصحف وإحراق صفحات منه أمام المسجد الكبير في العاصمة السويدية ستوكهولم.
أثارت خطوة موميكا غضبا في أنحاء الشرق الأوسط وبلدان أخرى في وقت يحيي المسلمون في أنحاء العالم عيد الأضحى وفيما كان موسم الحج في مكة بالسعودية يشارف على نهايته.
وكان موميكا وصف نفسه في مقابلة صحفية في الآونة الأخيرة بأنه لاجئ عراقي يسعى إلى حظر القرآن، وقال في مقابلة مع صحيفة “إكسبرسن السويدية” الجمعة إنه “في غضون عشرة أيام، سأحرق العلم العراقي ومصحفا” أمام السفارة العراقية في ستوكهولم.
من هو موميكا؟
يتحدر سلوان موميكا من بلدة الحمدانية جنوب شرقي مدينة الموصل العراقية، وهو متزوج ولديه ابنتان لكنه منفصل عن زوجته نتيجة مشاكل عائلية وفقا لعدة مصادر تحدثت لموقع “الحرة” من داخل البلدة ذات الغالبية السريانية.
في صفحته على فيسبوك كتب موميكا أنه تخرج من معهد نينوى للسياحة والفندقة في عام 2005.
يقول الشاعر والصحفي من مدينة الحمدانية جميل الجمل إن موميكا “كان إنسانا عاديا غير معروف انتمى في البداية لحزب الحركة الديمقراطية الآشورية وعمل معهم لفترة”.
ويضيف الجمل لموقع “الحرة” أن “موميكا تعرض بعدها للسجن لثلاث سنوات بسبب حادث جنائي، وحصل ذلك قبل سيطرة تنظيم داعش على المنطقة في 2014”.
بعد سيطرة التنظيم المتطرف على الموصل وأجزاء أخرى من العراق انتمى موميكا لفصائل مسلحة وأحزاب عدة ومن ثم أسس حزبا.
يؤكد الجمل أن الرجل “عمل خلال حرب تحرير الموصل مع ريان الكلداني قائد ميليشيا كتائب بابليون” المصنف ضمن القائمة السوداء الأميركية.
“بعدها أسس ميليشيا صقور السريان وكانوا مجموعة من الأشخاص قليلين لا يوجد لهم وجود حاليا” وفقا للجمل.
في عدة مقاطع مصورة منشورة على صفحته في فيسبوك يظهر موميكا وهو رفقة مجموعة من المقاتلين ضمن ميليشيا “صقور السريان” وهم يتجولون في الحمدانية ومناطق أخرى.
وفي مقطع مصور آخر انتشر بشكل كبير مؤخرا، يظهر موميكا وهو يلقي كلمات أمام مجموعة من المسلحين ويعرف نفسه بأنه مسؤول كتائب عيسى ابن مريم التابعة لكتائب الإمام علي” وهي ميليشيا شيعية موالية لإيران يتزعمها شبل الزيدي.
بعد انتهاء عمليات تحرير الموصل أسس موميكا حزبا سياسيا أطلق عليه اسم حزب الاتحاد السرياني” ودخل مع فصيله المسلح لقضاء الحمدانية، وفقا للجمل.
ويضيف الجمل أن “فصيل صقور السريان انشق بعدها عن كتائب بابليون بزعامة الكلداني نتيجة مشاكل، ليتعرض للتهديد ويسافر إلى ألمانيا في البداية”.
أثناء وجوده في ألمانيا، يقول الجمل إن “موميكا بدأ يظهر كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يهاجم عدة أطراف ويصدر اتهامات بحقهم من أجل ضمان تلقي التهديدات حتى يستخدمها كدلائل في ملف اللجوء”، حسب تعبيره.
ويتابع الجمل أن “موميكا طلب اللجوء السياسي في ألمانيا لكن طلبه رفض، لينتقل بعدها إلى السويد حيث انتمى هناك لحزب ديمقراطيو السويد اليميني المتطرف”.
شخصية متقلبة
يعرف موميكا نفسه على صفحته في فيسبوك على أنه عراقي ليبرالي علماني ملحد، لكن المتابع لسيرته ولصفحته على فيسبوك يجد أن أفكاره تغيرت بين فترة وأخرى.
فعلى الرغم من أنه كان على علاقة بفصائل موالية لطهران، إلا أنه نشر صورة في يوليو من العام الماضي أمام البرلمان العراقي أثناء اقتحامه من قبل أنصار التيار الصدري وأرفقها بتعليق “صليت ركعتين ورجعت للسويد” “جرة أذن يدلل السيد” في إشارة منه لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وبعدها بعدة أشهر نشر مقطع فيديو يشيد فيه باحتجاجات تشرين، ومؤخرا بدأ يهاجم الصدر وأتباعه من خلال عدة منشورات.
وعن هذا يقول صحافي من أهالي منطقة الحمدانية إن “موميكا لم يكن شخصا سويا”.
ويضيف الصحافي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن موميكا “كان يعاني من مشاكل عائلية، حيث تبرأت منه عائلته منذ فترة طويلة بعد أن تهجم على والده على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ويؤكد الصحافي أن المعروف بين سكان المنطقة أن موميكا “كان يعاني من مشاكل نفسية، ودائما ما كان يحب الظهور والشهرة”.
الحرة