خاص: “الرفيق تيمور.. حضرة الرئيس.. الكلمة لك”!
“الرفيق تيمور، حضرة الرئيس، الكلمة لك”.. عبارة دخلت التاريخ اللبناني من أوسع أبوابه.. دُوِّنت عبر صفحات الزمن السياسي بأنها الخطوة الأولى في زمن التوريث الزعاماتي من الأب إلى الإبن دون اغتيال أو موت..
وإن كُنّا كموقع Checklebanon ضد مفهوم التوريث.. وضد كل ما له علاقة بانتقال المجد من الأب إلى الإبن.. فإنّ واقع دارة المختارة.. هذا الصرح الجنبلاطي العريق الذي “نادرا” ما ردَّ قاصداً ولا صدَّ سؤالاً.. بل كان بيتاً زعاماتياً من زمن الآباء الأوائل.. والمحطة التاريخية المفصلية مع المُعلّم كمال جنبلاط.. مروراً بوليد جنبلاط.. وكل الأمل وصولاً إلى تيمور.. واستمرار الزعامة الدرزية في أسرة أتقنت الكثير من الخيارات والاختيارات..
في عالم وعلم السياسة قد لا يكون “تيمور بيك” الأكفأ “بين الرفاق” لترؤس قيادة حزب عريق كـ”الحزب التقدمي الاشتراكي”.. لكنه حتماً سليل بيت تاريخي لا يمكن إقفال بابه.. وكل الآمال معقودة عليه لإكمال مسيرة تشريع اليدين للكل يعني للكل (وتحديدا غير الإشتراكيين في الجبل)، مؤيّدين ومُعادين، لأي انتماء أو اتجاه وتيارات ومشارب..
وكي لا نظلم تيمور.. وردّاً على من انتقد الإقلال من ظهوره الإعلامي من جهة أو عدم احداث اي فرق منذ توليه النيابة من جهة أخرى.. فلا بد من التصويب أنه في ظل وجود “جنبلاط الأب” يحترم الإبن قيمة الأب ونسيج علاقاته القديمة.. إضافة الى كرهه للسياسة حين تدوّر زوايا المصالح والسمسرات على حساب التغيير والتغييريين..
تيمور جنبلاط حين ارتدى عباءة الزعامة أغلب الظن أنه تيقّن من حمل المسؤولية الثقيل جداً الذي ألقي على كتفيه.. فالانتقال السلس من خير خلف إلى الإبن السلف.. دون هدر دم أو اغتيال وتفجير.. يطرح أمامه مئات علامات الاستفهام ونسب الآمال المعقودة عليه وعلى الدم الجديد والتجديد.. خاصة بعد ثورة 17 تشرين 2019..
من هذا المنطلق، وإن كنّا قد نطلب من تيمور في هذا الزمن الصعب ونتأمل منه أكثر مما هو فوق طاقته السياسية بأضعاف مضاعفة.. إلا أننا أيضاً نرفض أن يكون صاحب فكر تقليدي و يحافظ على الستاتيكو الموجود والابقاء على “منظومة الفساد” وتحللّ الدولة والمحسوبيات والزبائنية.. بل نحلم بإنجازات وتطوير وخطط لمستقبل الشباب.. والقرب من الناس أكثر “اشتراكيين وسواهم”.. والاستماع إلى الكل.. لأنه حاليا “الزعيم” شئت وشئنا وشاء الآخرون أم أبينا جميعاً..
نطالب “البيك الجديد” بألا يتمترس خلف مواقف واصطفافات.. رغم أن السياسة خاصة في لبنان تفرض أحياناً هذا التمترس.. إلا أن عدم الجمود وتدوير الزوايا وفن المناورات (بالحدّ الادنى) ضروري احيانا لكن ليس على حساب المبادىء.. أو “الإستدارات المخيّبة للآمال”…
ويبقى أنه لا سياسة لبنانية عموماً – أقله من منظورنا – ولا سياسة درزية على وجه التحديد دون ظل وليد جنبلاط.. الذي سيبقى موجّهاً وربّان سفينة يستفيد نجله من خبرته في الأفق اللبناني الأسود والمسدود.. لأن المدرسة الجنبلاطية حالة خاصة أيّدتها أو العكس.. تتقن “جمال التسوية وتعرف مواعيد التقلب الضروري”.. وهذه ميزتها..وليست علّتها…
خاص Checklebanon