بريغوجين ينفي التخطيط لاستهداف بوتين!

سعى يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر، الاثنين إلى تبرئة نفسه ومجموعته من تهمة التخطيط للإطاحة بالنظام الروسي، وعلى رأسه الرئيس فلاديمير بوتين، ولكنه في الوقت نفسه كشف أن الهجوم أظهر مشاكل كثيرة تعتري الوضع الأمني الروسي خاصة أن قواته نفذت تحركاتها دون أن يعترضها أحد، في اتهام مبطن للقيادة العسكرية بعدم القدرة على حماية أمن البلاد.

وقال بريغوجين في رسالة صوتية مدتها 11 دقيقة لم يكشف فيها عن مكان تواجده “قصَدْنا الاحتجاج وليس الإطاحة بالسلطة في البلد”.

وبدا أن الهدف من هذه الرسالة تأكيد أن بوتين ليس المستهدف، وهو ليس ضعيفا، كما تسعى لإظهار ذلك الردود الغربية المختلفة، التي تتحدث عن ضعف النظام الروسي وعن تصدعات داخله.

ويرى مراقبون أن بريغوجين يريد من خلال هذه الرسالة الفصل بين بوتين، صديقه السابق، وبين القيادة العسكرية التي كان يناصبها العداء ويشعر بأنها تخطط لتقزيم مجموعة فاغنر بعد النجاحات الميدانية التي حققتها في الحرب، ثم قامت بالهجوم عليها من الخلف.

وفي مسعى لإظهار تقصير قيادة الجيش وضعف أدائها، اعتبر بريغوجين أن تقدم مجموعته نحو موسكو قبل يومين كشف “مشاكل خطيرة تعتري الوضع الأمني” في روسيا، مؤكدًا أن رجاله قطعوا مسافة 780 كيلومترًا دون أن يواجهوا أي مقاومة تُذكر. وأضاف “كان المدنيون يستقبلوننا بأعلام روسية وشعارات فاغنر، كانوا سعداء حين وصلنا ومررنا بجانبهم”.

وأشار إلى أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الذي كان وسيطًا السبت بين الكرملين والمجموعة، “مدّ يد العون وعرض إيجاد حلول من أجل مواصلة أعمال مجموعة فاغنر بطريقة شرعية”.

في غضون ذلك سعت روسيا جاهدة الاثنين إلى إثبات عودة الحياة إلى سالف عهدها. وظهر بوتين لأول مرة منذ انتهاء التمرد مساء السبت في فيديو سجل مسبقا، متحدثا أمام منتدى شبابي أطلق عليه اسم “مهندسو المستقبل”.

وأشار وزير الخارجية سيرجي لافروف إلى أن مجموعة فاغنر ستواصل عملياتها في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى. كما استأنفت المجموعة التجنيد في مناطق معينة من روسيا بحسب وكالة تاس.

وأوضح أن عناصر فاغنر يعملون في هذه الدول بصفتهم “مقدمي تدريبات”، مشيرا إلى أن “محاولة التمرد الفاشلة لن تخلق صعوبات في علاقات روسيا الاتحادية مع أصدقائها”، في إشارة إلى الدول الأفريقية.

وأعلن أن الاستخبارات الروسية تحقق في ما إذا كانت أجهزة الاستخبارات الغربية ضالعة في محاولة فاغنر التمرد المسلح.

وشوهد بريغوجين آخر مرة السبت وهو يغادر مدينة روستوف أون دون الجنوبية في موكب عسكري ولم تتضح وجهته أو مكان تواجد القسم الأكبر من قواته، وذلك بعد أن أنهى تمرده مقابل حصانة تعهد الكرملين بها له ورجاله.

كما لا يعرف مكان تواجد رجال بريغوجين الـ25 ألفا؛ هل هم في قواعدهم في أوكرانيا؟ أم في قواعد داخل روسيا؟ هل سيوضعون تحت إمرة وزارة الدفاع الروسية أو سيظلون مستقلين؟

ورغم انتهاء التمرد بالسرعة التي بدأ بها، تمثل هذه الأزمة التحدي الأكبر الذي يواجهه بوتين منذ توليه السلطة في عام 1999.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إن هذه الأزمة “تكشف التصدعات الحقيقية” في أعلى هرم السلطة في روسيا. وأضاف “لكنّ وجود أحد ما في الداخل يتحدّى سلطة بوتين ويشكّك بشكل مباشر في الأسباب التي من أجلها أطلق هذا الهجوم على أوكرانيا هو أمر وقْعه قويّ جدا”.

ورأى مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين أن ما حدث يظهر أن الحرب ضد أوكرانيا تؤدي إلى “تصدع السلطة الروسية وتؤثر على نظامها السياسي”. وأضاف “بطبيعة الحال ليس أمرا جيدا أن نرى قوة نووية على غرار روسيا تمر بحالة عدم استقرار. ويجب أخذ ذلك بعين الاعتبار”.

وكان بوريل يتحدث قبل اجتماع الاثنين لوزراء الخارجية الأوروبيين في لوكسمبورغ، حيث من المقرر أن يؤكدوا موافقتهم على تخصيص 3.5 مليار يورو لتمويل إمدادات الأسلحة لأوكرانيا والمهمات العسكرية في الخارج.

العرب

مقالات ذات صلة