ماذا أبلغ الحزب لودريان “كشرط مسبق” للحوار؟
تسيطر الدعوة الى الحوار لإنهاء الشغور الرئاسي على أدبيات حزب الله في هذه المرحلة، فبعد الإتهامات شبه اليومية التي تطاله على اعتبار أنه يسعى لإبقاء الفراغ الرئاسي بانتظار نضوج ملفات المنطقة، يرد الحزب على لسان مسؤوليه بأنه من أكثر المستعجلين على انتخاب الرئيس، إنما من منطلق الحوار لا الفرض.
يُتّهم حزب الله بأنه لا يُريد انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الراهن، وبحسب مصادر مؤيدة لهذه النظرية، فإن الحزب الذي يعتبر أن فريقه الاقليمي يتقدم باتجاه التسويات التي تلائمه، والتي بدأت بالاتفاق الإيراني – السعودي، غير مستعجل على تسوية «عادلة» في لبنان، مشيرة الى أن الحزب لم يقتنع بعد بصعوبة تخطي فريق واسع من اللبنانيين وفرض رغبته عليه، خاصة في ظل وجود شبه إجماع مسيحي على رفض منطق الفرض.
وتكشف هذه المصادر أن رغبة حزب الله بالحوار تنطلق من هدفين يسعى لتحقيقهما أو لتحقيق هدف منهما، فهو يرغب إما بفرض مرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وإما بإضاعة الوقت، وهذا الأمر يُستدلّ عليه من خلال تخوينه لكل تحرك معارض له، وتهشيمه لصورة كل مرشح آخر غير مرشحه، فهل يدل هذا على رغبة بالحوار والتفاهم، تسأل المصادر.
بحسب هذه المصادر، فإن حزب الله أبلغ الفرنسيين رفضه لقائد الجيش جوزاف عون كمرشح توافقي، رغم أن الفرنسيين لم يطرحوا الإسم أمام أحد، لا الحزب ولا غيره، معتبرة أن هذا الرفض المسبق يؤكد مرة جديدة أن الحزب لا يُريد الحوار لأجل التفاهم بل لأجل الفرض، إذ من غير المقبول أن من ينادي بالحوار غير المشروط، ويرفض سحب مرشحه قبل الدخول في حوار، يفرض بالمقابل «لاءات» على مرشحين آخرين.
بالمقابل، ترى مصادر مطّلعة على موقف حزب الله أن الحزب صادق بدعوته لإنهاء الفراغ، لأنه يسبب ضرراً كبيراً على اللبنانيين وعلى كافة جوانب حياتهم، مشيرة الى أن الحزب مقتنع بأساسيتين بما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية: الاولى أن لا مجال لإنهاء الفراغ دون تفاهمات، والثانية لا مجال لإبرام التفاهمات دون توافق خارجي.
لم يستثمر حزب الله قوته في لبنان والمنطقة سياسياً، لم يفعل ذلك بعد التحرير عام 2000، ولا بعد حرب تموز عام 2006 والانتصار الكبير فيها، ولم يفعل ذلك بعد أحداث أيار 2008، ولا في أي مرحلة سابقة، ولا ينوي فعل ذلك اليوم لفرض خياراته على الآخرين، وتُذكر المصادر أن انتخاب ميشال عون للرئاسة لم يكن ليحصل لولا اتفاق «التيار الوطني الحر» مع «القوات اللبنانية» و»تيار المستقبل»، ولطالما كان الحزب من الداعين لتحمل المسؤولية الوطنية من قبل الجميع، وهذه المسؤولية تفرض مشاركة الجميع بالقرارات، لكنه بحسب المصادر، يشدد على نقطة هامة وهي ان رغبته بالحوار لا تنطلق من ضعف لكي يحاول البعض استثمارها في غير موضعها، أو البناء عليها لمحاولة فرض أسماء على الحزب، بحجة التقاطعات التي اثبتت هشاشتها.
يحق لحزب الله أن يكون له رأيه بالأسماء المرشحة للرئاسة، كذلك خصومه، لذلك فإن الحزب يعتبر أن مواقفه من أسماء المرشحين لا تأتي بمثابة شروط مسبقة على الحوار، فعند حصوله لا مانع لديه بمناقشة كل الأسماء الجدية المرشحة.
محمد علوش- الديار