«الاشتراكي» و«الوطني الحرّ»… صفحة جديدة في «عهد تيمور»؟
لم يكن اتصال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل (كان باسيل اول من اعلن اعلامياً من القوى السياسية عن الاتصال)، بكل من النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط للتهنئة بتولي تيمور دفة القيادة في «الاشتراكي» بعد تولي الكتلة النيابية، الاشارة الوحيدة الى تقدم العلاقة بين «الوطني الحر» والاشتراكي»، بل هناك جملة خطوات برز احدها امس، عبر وفد من «التيار» زار مشيخة العقل في فردان، والتقى على رأسه النائب غسان عطالله الشيخ سامي ابي المنى للتهنئة بعيد الاضحى.
وتستكتمل هذه الايجابية وفق ما يكشف عضو «اللقاء الديموقراطي» بلال عبدالله لـ «الديار» بزيارة تهنئة لعطالله مع وفد نيابي او حزبي يمثل باسيل لتهنئة جنبلاط وتيمور بالانتخابات والمؤتمر الحزبي الاخير. ويكشف عبد الله ان عطالله اتصل به لموعد للتهنئة، ووعده الاخير بأن يكون قريباً بالتزامن مع تحديد موعد استقبال المهنئين والمباركين.
ويؤكد عبدالله ان الصفحة الجديدة مع التيار، فتحت بعد الانتخابات النيابية الاخيرة، وهناك مساحات مشتركة اهمها التوافق على التهدئة وحماية العيش المشترك والسلم الاهلي في الجبل، والحفاظ على مصالحة الجبل.
اما في السياسة، فيقر عبدالله بوجود مساحات تناقض وخلافات كبيرة، رغم التقاطع السياسي والرئاسي على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور ، والذي كان جنبلاط و»الاشتراكي» اول من رشحه وزكاه. ويشير عبدالله الى ان ابرز نقاط الخلاف السياسية، هي في العمل الحكومي وضرورة ان تجتمع وتسيير امور الناس، بينما يصر باسيل على المقاطعة. وكذلك نختلف في ملف التشريع في مجلس النواب، وصولاً الى الاختلاف في مقاربة ملف النازحين السوريين في لبنان.
وفي حين يؤكد عبد الله انه من المبكر الحديث عن بنود تفاهم او ورقة عمل مشتركة، والامر غير مطروح لا عندنا ولا عندهم ، يرى ان الاولوية اليوم هي لانتخاب الرئيس، رغم اهمية التواصل مع «التيار» ومع كل القوى السياسية والحزبية، والتي يجد «الاشتراكي» و»اللقاء الديموقرطي» مساحة مشتركة بلا بديل عن الحوار والتفاهم، مع مختلف المكونات السياسية من «القوات» الى حزب الله و»المردة» و»التيار الوطني الحر» وغيرهم.
في المقابل، تؤكد اوساط قيادية بارزة في «التيار الوطني الحر» وجود النية والتصميم والعزم على التلاقي والتواصل والحوار مع «الاشتراكي»، اسوة بمختلف القوى اللبنانية، ومن منطلق سياسة اليد الممدودة التي ينتهجها التيار. وتشير الاوساط الى ان النائب غسان عطالله هو المولج والمكلف لمتابعة ملف التقارب والتواصل مع «الاشتراكي»، كونه النائب الكاثوليكي في الشوف عن التيار.
وتلفت الاوساط الى ان التواصل مستمر مع «الاشتراكي»، والتهنئة الهاتفية من باسيل تصب في هذا الإطار، والزيارة المرتقبة لعطالله الى النائب تيمور جنبلاط والنائب السابق وليد جنبلاط تصب في هذا الإطار ايضاً. وتؤكد الاوساط ان العلاقة جيدة، والتواصل ادى الى التهدئة والمحافظة على امن الجبل ومصالحته وتهدئة الشارع والقواعد الحزبية والشعبية، وكذلك التهدئة الاعلامية والسياسية بين الطرفين، هي ثمرة هذا التواصل الذي لم ينقطع منذ فترة طويلة.
وتشير الاوساط ايضاً الى ان «التيار الوطني الحر»، يطمح الى ورقة عمل مشتركة او تفاهم مع «الاشتراكي»، وهو سبق له ان عقد تفاهمات مع حزب الله و»القوات»، وحاول القيام بتفاهم مع «حركة امل» وقوى اخرى ولو لم تنجح المحاولات، المهم ان التوجه والنية موجودان.
علي ضاحي- الديار