“تصدع الوحش”: قضية بريغوجين “لم تطوَ”.. !

يحتل ملف يفغيني بريغوجين صدارة اهتمامات الشارعين الروسي والعالمي في الآونة الأخيرة، حيث ذكرت وكالات الأنباء الروسية، اليوم الإثنين، أن قائد مجموعة فاغنر لا يزال خاضعًا لتحقيق جنائي بسبب تمرده خلال عطلة نهاية الأسبوع رغم إعلان الكرملين اتفاقًا ينص على إسقاط الملاحقات في حقه.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية الرئيسية الثلاث، عن مصدر في النيابة العامة الروسية أن “القضية لم تطوَ والتحقيق متواصل”، بعد أن كان الكرملين أفاد مساء السبت، أن بريغوجين الذي يطاله تحقيق بشبهة “الدعوة إلى تمرد مسلح”، قد ينتقل إلى بيلاروسيا من دون أن يلاحق قضائيًا بعد انتهاء التمرد الذي استمر 24 ساعة.

“خطأ إستراتيجي”
وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق من اليوم، رفع قيود مكافحة الإرهاب التي فُرضت في العاصمة موسكو، خلال أحداث يوم السبت التي شهدت تمرد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن مكاتب جهاز الأمن الاتحادي المحلية قولها إن قيودًا مماثلة أُلغيت في منطقتي فورونيغ وموسكو.

وعلى نحو منفصل، أكدت لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية أن الوضع في البلاد “مستقر”، فيما ظهر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لأول مرة بشكل علني منذ بداية التمرد، متفقدًا القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.

وفيما تحاول روسيا لملمة آثار التمرد، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم: إن تمرد فاغنر يظهر أن موسكو ارتكبت خطأ استراتيجيًا بشنها الحرب على أوكرانيا.

واعتبر في تصريحات للصحافيين خلال زيارة إلى عاصمة ليتوانيا، أنّ “الأحداث التي وقعت في مطلع الأسبوع هي شأن روسي داخلي، وهي دليل آخر على الخطأ الإستراتيجي الكبير الذي اقترفه الرئيس بوتين، بضمه غير القانوني لشبه جزيرة القرم والحرب ضد أوكرانيا”.

وأضاف: “بينما تواصل روسيا هجومها، من المهم أن نواصل دعمنا لأوكرانيا”.

“تصدع الوحش”
بدوره، رأى مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن تمرد فاغنر المسلح، يؤدي إلى تصدع السلطة الروسية، مؤكدًا أن انعدام الاستقرار في بلد يمتلك السلاح النووي “ليس بالأمر الجيد”.

وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: “ما حدث خلال عطلة نهاية الأسبوع يظهر أن الحرب ضد أوكرانيا تؤدي إلى تصدع السلطة الروسية وتؤثر على نظامها السياسي”. وأضاف: “بطبيعة الحال ليس بالأمر الجيد أن نرى قوة نووية على غرار روسيا تمر بحالة انعدام استقرار. ويجب أخذ ذلك بالاعتبار”.

وأكد بوريل أن “الاستنتاج الأبرز هو أن الحرب ضد أوكرانيا التي شنها بوتين، والوحش الذي أنتجه من خلال فاغنر، ارتدّ عليه”. وأضاف: “الوحش ارتد على من أوجده، النظام السياسي يظهر نقاط ضعفه والقوة العسكرية تتصدع”.

“الخطر الكبير”
ويسعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الدوري في لوكسمبورغ إلى تقييم تداعيات التمرد الذي شهدته روسيا، حيث قال وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم إن التمرد “قضية داخلية روسية”. وشدد على أن الأهم هو دعم أوكرانيا لتستعيد أراضيها المحتلة.

من جهته، حذر وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن من أن زعزعة استقرار روسيا، ستشكل خطرًا كبيرًا على أوروبا، مشيرًا إلى امتلاك موسكو لنحو ستة آلاف رأس حربية نووية.

وصرح أسلبورن للصحافيين، لدى وصوله لحضور الاجتماع: “سيكون تحطيم أكبر دولة في العالم من حيث ترسانة الأسلحة النووية خطيرًا بالتأكيد على أوروبا”.

أما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك فأكد أن بريطانيا مستعدة لمجموعة من السيناريوهات في روسيا.

وقال سوناك للصحافيين: “من السابق لأوانه أن نجزم بما قد ينتج عن ذلك من عواقب ذلك لكننا بالطبع مستعدون كما كنا دائمًا لمجموعة من السيناريوهات”.

وكالات

مقالات ذات صلة