المحركات الرئاسية مطفأة: ترشيح قائد الجيش… لا فيتو شيعي ولكن!
أنهى المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جولته وغادر لبنان، ولا تزال المحركات الرئاسية مطفأة بانتظار عودته، التي يفترض أن تكون بعد حوالي الشهر. وقد بدأت الاشارات من القوى السياسية حول هذه الزيارة، وكل فريق يقول انها لمصلحته، ففيما يؤكد فريق المتقاطعين أن المبادرة الفرنسية السابقة انتهت، يعتبر فريق الثنائي الشيعي أنها لا تزال مستمرة. ولا يمكن معرفة الحقيقة من أي جهة حتى فرنسا نفسها التي لا تتعاطى مع القوى السياسية من موقع الصدق، بل من موقع المصالح، وهي تسمعها ما تريده، وتصرح علناً بمواقف ديبلوماسية لا يمكن التعويل عليها، ولكن كيف سيكون مشهد المرحلة المقبلة فعلياً؟
تؤكد أوساط سياسية من صلب داعمي ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “المرحلة المقبلة سيكون عنوانها ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون وتسويقه كمرشح تسوية، وهذا الأمر هو رغبة دولتين، أميركا وقطر، ولكن لن تتبنيانه رسمياً، ولن تعارضا وصول مرشح غيره في حال كان لديه حظوظ فعلية للرئاسة، كل ما في الأمر أنهما تريانه مرشح تسوية يمكن أن يحل الأزمة، ولكن هذا الأمر هو خطوة الى الوراء، كونه لن يحل الأزمة الفعلية في لبنان، بل هو ترقيع مؤقت”.
وترى الأوساط أن ترشيح عون سيغضب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، متوقعة أن يدفعه هذا الأمر إلى “ترشيح شخصية أخرى أو تبنيها لينزل بها إلى البرلمان ويحرقهما معاً، كما فعل بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، والذي هدف به إلى إحراق ترشيح فرنجية، إلا أن الفشل في تخطي عتبة الـ 60 صوتاً، أفشل خطته، وبقي فرنجية مرشحاً، ربما تراجعت حظوظه قليلاً إلا أن ترشيحه لم يحترق، وهو لا يزال يمتلك فرصة أكثر من جيدة للوصول إلى سدة الرئاسة”.
وعما إذا كان الثنائي الشيعي يضع فيتو على العماد عون، تلفت الأوساط الى أن “الثنائي لا يضع فيتو على أحد، ولكن لديه مرشحه، ويراه الأنسب للمرحلة، وفيما يطمئن إلى أن العماد عون لن يواجه حزب الله من منطلق سلاحه، إلا أنه سيكون تحت الضغط الأميركي في ملفات أساسية أخرى، أولها التعاون مع سوريا، إن كان في ملف الترسيم أو في ملف النازحين، وهذان الملفان سيشكلان معضلة أمام أي رئيس مقبل، ولذلك يجب أن يكون الرئيس متحرراً من أي ضغوط أو قيود أميركية، كي يستطيع الانجاز في هذين الملفين، ويعتبر الثنائي أن فرنجية هو الوحيد على الساحة الذي يتمكن من القيام بذلك”.
وهناك ملف آخر يرى الثنائي أن عون لن يتمكن من إنجازه، وهو التوجه شرقاً، وفقاً للأوساط، التي تشير الى أن “الثنائي يعتبر أن أحادية الاعتماد على الغرب اقتصادياً، تجعل من لبنان خاضعاً لسياساته، وهذا الأمر له دور كبير في الأزمة التي يعانيها، أما إذا أصبح الاقتصاد اللبناني متعدد الاتجاهات، فهذا من شأنه أن ينهض بالبلد، لا سيما في ظل تقديم عروض جذابة جداً من الصينيين والروس، هذا عدا عن العروض الايرانية الدائمة والتي لن يعلق كثيراً على رفضها الثنائي بسبب الوضع الحساس للبلد، إلا أنه يرفض بعد اليوم أن يكون الاقتصاد اللبناني معتمداً على الغرب فقط في ظل عالم يتجه إلى تعدد الأقطاب”.
وتعتبر الأوساط أن “المنطقة متجهة إلى تصفير المشكلات، وسيكون ملف إعادة إعمار سوريا على الطاولة، وهذا الإعمار سيمر عبر لبنان، فهل يمكن أن يكون على رأس السلطة رئيس لا يعقد علاقة جيدة مع سوريا؟ هذا غير ممكن، بل حتى رئيس الحكومة المقبل، ليس بالضرورة أن يكون صديقا لسورياً، ولكن على الأقل لا يكن لها العداء، ولا يمكن للبنان أن يكون خارج التوجه الاقليمي”.
محمد شمس الدين- لبنان الكبير