«الشط لكل الناس»: تحرير شبعا والشواطئ اللبنانية!
بداية كل صيف أكثّف تماريني لكسر الرقم المسجّل باسمي: 4 ساعات ودقيقتان و23 ثانية ظَهراً. 5 ساعات و7 دقائق وعشر الثانية صدراً. هو، منعاً للّبس، سباق التحمّل تحت أشعة الشمس. أي الـ «برونزاج» لمسافات زمنية طويلة، يتخللها وقتٌ مستقطع في المياه المنعشة.
شاهدني «كوتش» طوني. أُعجب بمهاراتي. نصحني أن أستمر في ما بدأته قبل أعوام طويلة لعدم قدرتي على المنافسة وتحقيق رقم مقبول في سباق الـ 50 متراً حرّة.
اخترت التوجه إلى شاطئ البترون. إلى الـ»سان بلاش» بالتحديد، بحسب القانون الذي سنّه الجنرال ساراي قبل 98 عاماً، كلّ الشطآن لنا لا للمستثمرين. وكل التشريعات التي سمحت بإنشاءات إشترطت الولوج الحرّ إلى الشواطئ وألّا تشّكل هذه الإنشاءات عائقاً لوحدة الشاطئ.
رصدت شاطئاً رملياً، أطلت عليه مجموعة من الـ bungalow’s شُيّدت حديثاً. وتبيّن لي، بعد سؤال صبية هيفاء على صهباء على حسناء، أنه خاص. تراجعت ولاحظت أنّ هناك مشروعاً آخر غير مخصص للعامة، وبينهما «هيشة» من «القندول»، إلى جانبها طريق ترابي شديد الإنحدار يوصل إلى شاطئ للعموم، هذا إن لم «تتدكرب» في نزولك وتتكسّر بهدف تأكيد الحق الممنوح لك بارتياد أي شاطئ.
عشرون لبنانياً بينهم صاحب السعادة أنا وشابان سوريان، انتشرنا في بقعة لا يتعدى طولها الستين متراً وعرضها 15 متراً، يحرسها من الجهتين، رجال أمن المشروعين، حيث نُصبت لشبابهم شمسيتان لمنع أي تسلل إلى الشاطئ المصادر. في نظراتهم شراسة يتصف بها عناصر ميليشيا الطبّاخ يفغيني بريغوجين.
لم أصمد كثيراً في تلك البقعة، وأكثر ما أخافني إستعراض باقة من أبطال الـ «جت سكي» بين السابحين. ارتعبت لفكرة أن أكون من ضحايا بطل طائش.
راودتني فكرة تحرير الشاطئ. وأهمية أن تضمّن أي حكومة مقبلة بيانها الوزاري نصاً صريحاً يعطي اللبنانيين الحق في تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، إلى كامل الشواطئ اللبنانية بكل الوسائل المتاحة.
إنتقلت إلى مكان آخر، بجوار مطعم. صخور منحدرة. تأملتها دقائق وتخيّلت أخطار السقوط، إنسحبت تكتياً بعدما رمقني صاحب المطعم أنني شخص غير مرغوب فيه. بعد ذلك وفّقني الله بشاطئ بحص، في أول كفرعبيدا. البوليس البلدي «صفّ» سيارة البلدية على مدخل الشاطئ، وجلس يحتسي فنجان قهوة في «كيوسك» مستحدث.
دخلت إلى الشاطئ مطمئناً، شاكراً الجنرال ساراي، ومن جاء بعده من المشرّعين اللبنانيين، على هذه النعمة. تمرّنت لساعات ثلاث. «إنشويت». توجهت صوب مدينة باسيليوس الأول لأطفئ لهيبي بكوب ليموناضة. لفتتني لافتة رفعتها مجموعة «الشط لكل الناس»، وفيها دعوة إلى تحرير الشاطئ من تحوم إلى كفرعبيدا.
عسى ان يتحرك البيارتة ويحرروا الشط من المنارة إلى خلدة مروراً بشاطئ الأوزاعي.
عماد موسى