ما عواقب البلوغ المبكر للفتاة؟
ثمة فكرة شائعة في مجتمعاتنا ترتبط بزيارة الطبيب النسائي في سن مبكرة. ففي مرحلة المراهقة، غالباً ما يتمّ تأجيل هذه الزيارة، على الرغم من أنّها قد تكون ضرورية في حالات معيّنة، وفق ما تؤكّد الطبيبة النسائية للمراهقات في المركز الطبي للجامعة اللبنانية- الأميركية-مستشفى رزق، الدكتورة حنان زيادة، التي تحذّر من علامات البلوغ المبكر لدى الفتاة، لما لها من آثار سلبية عليها من نواحٍ عديدة.
هل تُعتبر زيارة الطبيب النسائي ضرورية دائماً في مرحلة المراهقة؟
قد لا تكون زيارة الطبيب النسائي ضرورية في كل الحالات لمراهقة، إنما هي مطلوبة لإجراء لقاح HPV للوقاية من سرطان عنق الرحم، بمعدّل جرعتين بين سن 11 و 14 سنة، أو 3 جرعات بين سن 15 و 19 سنة. كما يمكن أن يُجرى هذا اللقاح لدى طبيب الأطفال أيضاً. إنما ثمة حالات تستدعي زيارة الطبيب النسائي في مرحلة المراهقة، في حال ظهور علامات معيّنة أو أعراض تستدعي ذلك، وعلى الأهل التنبّه لذلك، وفق ما تنصح به زيادة.
ما العلامات التي قد تستدعي زيارة الطبيب النسائي في مرحلة المراهقة؟
بالإضافة إلى أهمية زيارة الطبيب النسائي في مرحلة المراهقة لتلقّي لقاح HPV، يجب التنبّه إلى بعض الأعراض والعلامات التي تُنذر بوجود مشكلة ما تستدعي المعالجة:
-نمو الشعر في أماكن غير مرغوب فيها في الجسم كالوجه
-الإضطرابات في الدورة الشهرية. وبحسب ما تشير إليه زيادة، إنّ الدورة الشهرية قد لا تكون فعلاً منتظمة في المرحلة الأولى بالنسبة للمراهقة، وهذا ما لا يدعو للقلق دائماً. إنما بعد مرور سنتين يكون فيها ثمة حدود معيّنة للخلل الذي يمكن التغاضي عنه. فإذا كانت الدورة الشهرية تطول لإكثر من 45 يوماً لا يمكن إهمال زيارة الطبيب.
-النزف الزائد في موعد الطمث، وهو أيضاً من العلامات التي لا يمكن إهمالها
-علامات البلوغ المبكر
ما علامات البلوغ المبكر؟
أولى علامات البلوغ المبكر التي تؤخذ في الاعتبار ويتمّ الاستناد إليها، هي بروز الثديين. فمن المفترض ألاّ يحصل البلوغ قبل عمر 12 سنة، أي ابتداء الدورة الشهرية. إلاً أنّ بروز الثديين من العلامات التي تسبق ذلك، ويمكن الإستناد إليها. أما نمو الشعر في مواضع معيّنة فليس معياراً أساسياً، لأنّه من الممكن أن يحصل لأسباب أخرى. ومن العلامات الإضافية الإفرازات من المهبل التي يمكن أن تبدأ في هذه المرحلة تقريباً. وهذا ما يجب عدم إهماله أبداً، لأنّ البلوغ المبكر للفتاة لا يخلو من العواقب.
ما عواقب البلوغ المبكر للفتاة؟
في حال البلوغ المبكر للفتاة يمكن أن يتأثر نموها فيتوقف طول قامتها. كما يمكن أن تتأثر من الناحية النفسية لاعتبارها ستبدو أكبر سناً من صديقاتها، خصوصاً فيما يبدو ثدياها أكبر حجماً ويبرزان. هذا إضافة إلى زيادة خطر تعرّضها للتحرّش في سن مبكرة، وتكون عندها أكثر ضعفاً وأقل قدرة على حماية نفسها. من دون أن ننسى أنّ تعرّضها للهرمونات في سن مبكرة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، كما أكّدت الدراسات.
كيف يمكن التدخّل طبياً في حال ظهور علامات البلوغ المبكر؟
في حال ظهور علامات البلوغ المبكر من الضروري استشارة الطبيب، وعلى إثر إجراء كل الفحوص اللازمة والصور، كصورة للعظام، التي تؤكّد قرب موعد البلوغ، يمكن اللجوء إلى الحقن التي تساعد في تأخير الدورة الشهرية والبلوغ. هي علاجات مثبّتة ومعتمدة في مختلف الدول، وآمنة وتساعد في تجنّب تداعيات البلوغ المبكر. وعندها، عندما يحين الموعد المناسب يمكن وقف الحقن.
النهار