لودريان: راجع بين الرابع والعاشر من تموز والحلّ معي!
قبل ان تقلع طائرته من مطار رفيق الحريري الدولي، وفيما كان الموفد الرئاسي يراجع اوراقه ،كانت القيادات اللبنانية تتبادل عبر الواتساب نسخة من البيان الصادر عنه، والذي بشرهم فيه بانه عائد قريبا، وانه لن يستسلم هذه المرة بسهولة قبل استنفاد كل اساليبه لانجاز مهمته المكلف بها.
ففي حساب الارقام، فان مجموع لقاءات جان ايف لودريان مع شخصيات المعارضة يفوق بمرات عدد الشخصيات الموالية للمقاومة والممانعة، الا حساب الارقام لا يتوافق وموازين قوى الحقل، وهو ما كلف الموفد الفرنسي بوضع الخطة اللازمة من اجل كسره، لاحداث الخرق المطلوب، بعدما انجزت مرحلة تثبيت التوازنات الداخلية.
وكما كان لمعراب والبياضة قراءتهما ،كذلك كانت للثنائي، التي عبر عنها رئيس مجلس النواب، الذي اعتبر ان كل ما يحكى وينقل ليس دقيقا، موصفا المرشحين، وموزعا اياهم، بين سليمان فرنجية المعوم من الممانعة، والمدير الاقليمي للصندوق المحسوب على تحالف المعارضة، وعماد اليرزة مرشح واشنطن، ليكون لافتا في هذه المعمعة كلها تغييبه عن سابق اصرار وتصميم اسم الوزير السابق زياد بارود وعدم وضعه في اي من الخانات والمحسوبيات.
وتشير المعلومات الى ان لقاء لودريان برئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، بحضور احد المترجمين، وفقا لما وصلها من اجواء كان صريحا وواضحا، اذ رشح عن الاجتماع توجه لوضع اطار زمني لتحقيق فرنجية الخرق المطلوب والا فان الانتقال الى “الخطة ب” يصبح امرا ضروريا، رغم ان احد المرشحين يجزم في مجالسه الخاصة انه سيكون الرئيس قبل نهاية شهر تموز،وانه باشر باعداد العدة، على ذمة قيادي مسيحي.
ويشير القيادي الى ان لودريان كان واضحا في حديثه على ان الأولوية راهنا هي لانتخاب رئيس للجمهورية وليس لطاولة حوار حول مستقبل النظام السياسي او اي موضوع آخر، وان المطلوب هو الانطلاق نحو نقطة تقاطع لاسقاط الاسم على المواصفات التي انتهى وضعها منذ فترة وباتت غير قابلة للتعديل، تترجم باكثرية نيابية قادرة على انتخاب الرئيس العتيد، واقلية تتنازل عن ورقة التعطيل.
ويختم القيادي بالتاكيد ان الصرح البطريركي “تملص” بدبلوماسية من طرح عرضه بري يقضي بعقد لقاء حوار وطني “غير رسمي” في بكركي يخرج بحل لمعضلة الرئاسة، وقد يكون ذلك السبب في ما اعلنه “ابو مصطفى” من انه مستعد لفتح حوار في مجلس النواب تكون التنمية والتحرير ممثلة به، هدفه رئاسي لا “نظامي”.
مصدر واكب زيارة الموفد الفرنسي اشار الى ان ثمة تقاطعا جديدا بين باريس والدوحة قد نشا، نتيجة تغيير العاصمة الفرنسية لمقاربتها،بعد الضغط الاميركي-الفاتيكاني، الذي ترجم تغييرا في فريق العمل الخاص بلبنان، وفي موجة “البلبلة” التي اثارتها مواقف الضيف الفرنسي امام مضيفيه والتي تشبه الى حد كبير مواقفه خلال فترة ما بعد انفجار بيروت.
واكدت المصادر ان “النوت” التي سجلها الدبلوماسي الفرنسي، الذي كان مستمعا اكثر منه متكلما، باستثناء عين التينة، معراب، البياضة وبكركي، حيث ادلى بدلوه، ستؤخذ بعين الاعتبار في اعداده لتقريره الذي سيكون على طاولة خلية الازمة في الايليزيه يوم الثلاثاء، والذي مسودته الاولى جهزت قبل وصول لودريان الى بيروت.
وتابعت المصادر، بان ما سيتم الاتفاق عليه ومناقشته في اجتماع الثلاثاء، سيرفع الى الخماسي الباريسي الذي يتوقع ان يعقد لقاء عبر تقنية الزوم ما بعد عيد الاضحى، وسط تقدم فرضية عودة لودريان الى بيروت بين الرابع والعاشر من تموز، لابلاغ القيادات اللبنانية بصيغة الحل والتسوية.
ميشال نصر