الموفد الفرنسي يتعهد بتسهيل الحوار بين اللبنانيين!
تعهد المبعوث الرئاسي الفرنسي الوزير جان إيف لودريان بالعمل على «تسهيل حوار بنّاء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصّل إلى حلّ يكون في الوقت نفسه توافقيّاً وفعّالاً للخروج من الفراغ المؤسساتي»، بالتشاور مع الدول الشريكة في الملف اللبناني، وذلك في ختام جولته على القيادات السياسية.
واختتم لودريان زيارته إلى بيروت التي وصل إليها، الأربعاء الماضي، والتقى خلالها مختلف ممثلي الكتل النيابية في البرلمان اللبناني، إضافة إلى ثلاثة مرشحين للرئاسة هم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، والوزير السابق زياد بارود، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون. وجاءت الزيارة في ظل اصطفافات سياسية حادة حالت دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية منذ ثمانية أشهر.
وقال لودريان، في بيان صحافي نشرته السفارة الفرنسية في بيروت، السبت: «بناء على طلب رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون)، الذي عيّنني موفده الشخصي من أجل لبنان، قمت بزيارة إلى لبنان من 21 إلى 24 يونيو (حزيران)». وأضاف: «في هذه الزيارة الأولى، أردتُ أولاً أن أصغي، لذا التقيت السلطات المدنيّة والدينيّة والعسكريّة، بالإضافة إلى ممثّلين عن جميع الأطراف السياسية الممثّلة في مجلس النواب». وتابع: «سوف أرفع تقريراً حول هذه المهمّة إلى رئيس الجمهورية فور عودتي إلى فرنسا، وسأعود مجدداً إلى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لصالح لبنان».
وتعهد لودريان بـ«العمل على تسهيل حوار بنّاء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصل إلى حل يكون في الوقت نفسه توافقيّاً وفعالاً للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضروريّة لنهوض لبنان بشكل مستدام، وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الأساسيّة للبنان».
واختتم لودريان الزيارة بلقاء جمعه بوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب. وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان، إن «لودريان وضع بوحبيب في أجواء لقاءاته مع الأطراف اللبنانية، على أن يواصل اتصالاته قريباً».
ووُصفت زيارة لودريان بـ«الاستطلاعية»، استمع خلالها إلى جميع الأفرقاء اللبنانيين؛ بهدف المساعدة في إخراج لبنان من أزمته السياسية. وقال النائب أشرف ريفي، بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع السبت، إن «فرنسا تعي أن من حق الإنسان تقرير مصيره والتمتع بحرية الخيار، الأمر الذي نقاتل من أجله». ورأى أن الجانب الفرنسي «يحاول الخروج من المرشح الثنائي الذي سمّاه، خصوصاً أن المسيحيين يرفضون أن يكون مرشّح (حزب الله) مرشّحهم، والأمر سيّان بالنسبة للسُّنة الذين يرفضون السفير نواف سلام لأنه لا يمثلّهم».
وأوضح ريفي أن «الضيف الفرنسي كان مستمعاً أكثر منه متكلماً، فوجّه سؤالين أساسيين: الأول طلب عبره توصيفاً للواقع فأسمعناه وصفنا في هذا السياق، بينما أراد في السؤال الثاني معرفة رؤيتنا في كيفيّة الخروج من الواقع الراهن، فكان جوابنا واضحاً وبسيطاً: وجوب عقد جلسة انتخابات رئاسيّة وفقاً للدستور اللبناني بدورات متتاليّة».
وفي ظل التضارب حول تخلي فرنسا عن دعم المبادرة القاضية بترشيح فرنجية مقابل رئيس حكومة يمثل ضمانة للفريق المعارض لفرنجية، قال عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سيمون أبي رميا، في حديث تلفزيوني، إن المبادرة الفرنسية بطرح فرنجية مرشحاً رئاسياً «لم تسقط بعد مع تمسك الفريق الداعم لفرنجية بمرشحهم، إلا أن الموفد الفرنسي لم يأتِ لتسويق مبادرته السابقة ولم يطرح مبادرة المقايضة». وأضاف: «من جهة أخرى طرح أزعور مرشحاً رئاسياً لا يزال قائماً، إلا أن أياً من الاثنين لا يمكنه الوصول إلى الرئاسة في ظل الانقسام الحاصل والحق الدستوري المعطى للنواب بالانسحاب من الجلسات الانتخابية، وبالتالي تعطيل النصاب».
وعن لقاءات لودريان مع المرشحين الرئاسيين، قال أبي رميا: «قدم الوزير السابق زياد بارود مقاربته أمام لودريان وشرح قراءته للأزمة، أما فرنجية فتحدث عن أسباب ترشحه وخطته وممن هو مدعوم. وفرنسا لم تطرح قائد الجيش مرشحاً رئاسياً لكن لودريان التقاه انطلاقاً من أنه اسم جدي مطروح للرئاسة»، وأضاف: «حسب معلوماتي، العماد جوزيف عون لم يتعاطَ مع لودريان بصفته مرشحاً رئاسياً».
الشرق الاوسط