لا رغبة لدى 8 آذار بالتنازل: هل يدفع تصلّب الثنائي الخارج الى الاستسلام؟!
في موازاة الجولة التي يقوم بها الموفد الرئاسي الخاص الى لبنان جان ايف لودريان على القيادات اللبنانية السياسية والروحية والمدنية والعسكرية، تُسجل حركة دولية لافتة تدل على مواكبة خارجية للمسعى الفرنسي.
ففي وقت من غير المستبعد ان يلتقي الدبلوماسي الفرنسي، سفراءَ “الخماسي الدولي”: الولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر وفرنسا في بيروت، في الساعات المقبلة، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” ان ثمة اهتماما مشتركا من قِبل كل هذه الدول، وإن بدرجات متفاوتة، بالأزمة اللبنانية، وغير صحيح ان الملف تم وضعُه في عهدة فرنسا حصرا.
فواشنطن التي تردد انها تفضّل البقاء بعيدة عن “تفاصيل” الاستحقاق اللبناني المتعثّر، أكدت مرة جديدة اهتمامها به. فإبان مغادرتها الى بلادها (حيث من غير المستبعد ان تنضم الى اجتماع الخماسي، عبر زوم)، القت السفيرة الاميركية دوروثي شيا مساء الثلثاء كلمة مسجلة عبر الشاشة في الاحتفال الذي اقامته السفارة في منطقة واجهة بيروت البحرية لمناسبة العيد الوطني الأميركي وشددت فيها على مواصفات الرئيس العتيد الواردة في البيان الثلاثي الاميركي السعودي الفرنسي الصادر في نيويورك في ايلول 2022 وفيه “رئيس غير فاسد، يمكنه توحيد الشعب ويعمل مع الجهات الفاعلة الاقليمية والدولية لتجاوز الازمة، وتشكيل حكومة قادرة على تطبيق الاصلاحات الهيكلية والاقتصادية لمعالجة الازمة السياسية والاقتصادية ومواكبة مرحلة الاستحقاقات”.
اما قطر، فبدورها حاضرة في المحادثات، ولم يكن أدلّ على مدى انخراطها في البحث الجاري عن تسوية للمأزق الرئاسي، مِن زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى الدوحة، نهاية الاسبوع الماضي.
اما السفير السعودي وليد البخاري، فيتنقّل منذ ايام، بين بيروت والرياض وباريس، حاملا ايضا ملف لبنان. وبعد ان عاد من فرنسا الى لبنان في الساعات الماضية، استقبل امس على عشاء تحت عنوان “الدبلوماسية المستدامة”، عدداً من سفراء الدول العربية والإسلامية والغربية، مِن ضمنهم السفير الايراني مجتبى أماني والقائم باعمال السفارة السورية علي دغمان، وقد كانت القضايا الاقليمية وملف لبنان بطبيعة الحال، في صلب المناقشات الجانبية التي حصلت.
الكل في الخارج اذا، يُبدي كل الحرص على التوصل الى حل للقضية اللبنانية، ويعمل من اجل ذلك، الا ان ابصار التسوية النور يحتاج اولا الى ارادة داخلية تتظهّر بدايةً من خلال الاستعداد للتنازل والتوافق. وقد قال لودريان امس “الحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين”. كما ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعلن امس بعد استقباله الدبلوماسي الفرنسي “موضوع الرئاسة بحاجة إلى 128 نائبا، والملف لا يتطلب تدخلا دوليا”.
حتى الساعة، لا مؤشرات لدى فريق 8 آذار على اي رغبة بالتنازل ويصر على ربط قراره بالخارج متمسكا بترشيح سليمان فرنجية، خلافا لمرونة المعارضين للمرشح جهاد ازعور.. فهل يتبدّل هذا الواقع من خلال اتصالات او ضغوط دولية على ايران؟ ام يستمر الانسداد المحلي و”يستسلم” الخارج؟!
لارا يزبك المركزية