لودريان سيوصي ماكرون: «إقترح مراجعة طهران»!

عندما يلتقي الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان اليوم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ومعه مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» عمار الموسوي، سينصت ملياً إلى ما سيدلي به رعد. وسيدرك فوراً أنّ الأخير يكرر تقريباً كل ما سبق وأدلى به بعد لقائه مع سلفه، الموفد الرئاسي الفرنسي ‏باتريك دوريل في تشرين الثاني عام 2020. أمّا الفارق بين ما سيدلي به رعد اليوم، وبين ما أدلى به سابقاً، هو أنّ المناسبة حالياً، هي كيف نعالج الشغور في سدة الرئاسة الأولى؟ بينما كانت المناسبة السابقة، هي كيف نعالج الشغور في سدة رئاسة الحكومة اللبنانية؟

ما صرّح به رعد بعد لقاء دوريل على مقربة من نهاية العام 2020، هو «ضرورة التزام الحكومة التي يجري تشكيلها بتنفيذ بنود الورقة الاصلاحية التي تمّ الاتفاق عليها في قصر الصنوبر». وقصد رعد تلك الورقة التي وزعت مساء الأول من أيلول 2020 قبل اجتماع قصر الصنوبر، بَيْن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وممثلي ثمانية أحزاب سياسية : «تيار المستقبل»، «القوات اللبنانية»، الحزب التقدمي الاشتراكي، «التيار الوطني الحر»، حركة «أمل»، «حزب الله»، حزب الكتائب و»تيار المردة»، تحت عنوان «مشروع برنامج للحكومة الجديدة».

ماذا تضمنت تلك الورقة التي تحدث عنها رعد؟ أجاب على هذا السؤال في العام التالي، الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، وتحديداً في آذار 2021 ، حين قال: «أنا اليوم أتكلّم بطبيعة الحكومة. بماهيّتها، بهويّتها. ولتأتي القوى السياسية تتحمل المسؤولية معك (متوجّها إلى الرئيس المكلّف سعد الحريري)، شكِّل حكومة سياسية، حكومة تكنو- سياسية».

لم ينجح الحريري في تشكيل حكومة بمواصفات نصرالله، ليخرج بعد ذلك من المسرح السياسي عام 2022. وكان على لبنان الانتظار حتى آب 2021 كيّ تتشكل الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي والتي ما زالت قائمة حتى الآن لتصريف الاعمال. وأتت ولادة حكومة ميقاتي بعد مرور عام على انفجار بيروت الهائل. وكان الانفجار، ولا يزال محرّك الدور الفرنسي في لبنان.

إنتظرت باريس عاماً كي تتشكل حكومة بعد انفجار المرفأ (آب 2020- آب2021)، فكم من الوقت سيمضي في ظل الدور الفرنسي كي ينتهي الشغور المستمر في قصر بعبدا منذ نهاية تشرين الأول 2022؟

في جعبة نصرالله جواب هو «طولوا بالكم»، مستعيداً تجربة وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية بعد إنتظار إستمر عاميّن وخمسة أشهر. وقد جرى تحديث جواب نصرالله في ظل قبول «الثنائي الشيعي» بأن يحل مسيحي مكان الشيعي على رأس المديرية العامة للأمن العام. ويستعد شيعي بعد تموز المقبل ليحل مكان الماروني في حاكمية مصرف لبنان. وبالتالي لا ضير، إن حل شيعي أيضاً في رئاسة الجمهورية، وهو فعلياً اليوم الرئيس نبيه بري الذي يدير الجمهورية برعاية مرشدها في الضاحية الجنوبية.

بالطبع، لا يريد «الحزب» أن يذهب إلى هذا المدى في خدش مشاعر العالم المسيحي قاطبة. لذا، كلّف رعد أن يبلغ لودريان اليوم الآتي: «لدينا الحل، فلننتخب فوراً سليمان فرنجية»!

سيدوّن الموفد الرئاسي كل ذلك في أوراقه ولن يناقش رئيس كتلة «الحزب» البرلمانية. وهو سيّذيّل المحضر الذي سيرفع لاحقاً إلى ماكرون: «إقترح مراجعة طهران».

الفارق بين دوريل بالأمس ولودريان اليوم، أنّ الأول ذهب إلى حارة حريك للقاء رعد. أما الثاني، فرتّب اللقاء مع رعد مثل معظم اللقاءات، في قصر الصنوبر. فهل من معنى في تغيير الموفد ومكان اللقاء؟

احمد عياش- نداء الوطن

مقالات ذات صلة