“الحِملُ ليس خفيفاً على تيمور: فهل يكون تيمور الأول”؟ أم “وليد الثاني”؟

في التاسع عشر من آذار من العام 2017، في الذكرى الأربعين لاغتيال كمال جنبلاط، وضع وليد جنبلاط كوفية الزعامة على كتفَي نجله تيمور، وخاطبه قائلًا: «سِر رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، وأشهر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لاسرائيل، أيا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة».

الأحد المقبل، ينعقد المؤتمر العام للحزب التقدمي الاشتراكي لينتخب رئيساً، بعد استقالة رئيسه «التاريخي»، على مدى ستة وأربعين عاماً، وليد جنبلاط، بعدما انسحب من الحياة النيابية إثر عدم ترشحه في دورتي 2018 و2023. وهكذا يكون تيمور جنبلاط اعتباراً من الأحد المقبل رئيساً للحزب التقدمي الأشتراكي، بعدما لم يترشَّح أحد سواه لرئاسة الحزب، ورئيساً للقاء الديموقراطي، أي للكتلة النيابية، ليتقدَّم بخطى وئيدة في السير بإرث المختارة الذي يختزن تاريخاً عمره ثلاثة قرون، من الأمير علي جانبولاد، ومنه أخذت العائلة اسمها، وصولاً إلى اليوم.

يحمل تيمور جنبلاط كل هذا الإرث الذي فيه من الحروب والمعارك والانقلابات والتسويات والمصالحات والتفاهمات، يجلس على رأس الطاولة التي تضم رجالاً من « جيلِ جده» كمال ومن «جيل والده» وليد، ورجالاً من «جيله» في الحزب، مهمته صعبة وتلامس الإستحالة، في بلدٍ يعيش فوق بركان لا يُعرَف متى تنطلق حممه.

يتكئ تيمور جنبلاط على جيل جديد في الحزب، على رأسه مستشاره حسام حرب نجل العميد الراحل رجا حرب، قائد جيش التحرير الشعبي، والعميد حرب هو الذي في 16 آذار 1977 رافق وليد جنبلاط من بيروت إلى المختارة بعد تلقيه خبر إغتيال كمال جنبلاط. إلى جانب حسام حرب، هناك النائب وائل أبو فاعور الذي بات يُعتبر من «جيل المخضرمين» بين «عهد وليد» و»عهد تيمور».

تيمور ولِد في عام الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، وعليه كان يعوِّل وليد جنبلاط لتطبيق «الاتفاق الثلاثي» الذي وقعه مع نبيه بري وإيلي حبيقة عام 1985 في دمشق برعاية الرئيس السوري حافظ الأسد، وشهير تعليق جنبلاط عند التوقيع، حين قال: «فليطَّبق الاتفاق على أيام تيمور»، وكان عمره آنذاك ثلاث سنوات.

مساء الأحد 25 حزيران 2023، يجلس وليد جنبلاط على كرسيِّه في المختارة، وقد سلَّم الشعلة إلى تيمور، هذه الشعلة المثلَّثة الأبعاد: الطائفة والحزب والكتلة النيابية، الحِملُ ليس خفيفاً على تيمور، لكنه على ما يبدو، اتخذ قراراً ليكون «تيمور الأول» وليس «وليد الثاني»، وهذا ما ستكون له الترجمة الأولى في انتخابات الرئاسة، فكيف سيكون مع الرئيس العتيد؟ كما كان كمال جنبلاط مع فؤاد شهاب؟ أو كما كان وليد جنبلاط مع الياس الهراوي وصولاً إلى ميشال عون؟ أداؤه حتى اليوم ينبئ بأنه سيكون «تيمور الأول» وليس «وليد الثاني».

جان الفغالي- نداء الوطن

مقالات ذات صلة