الدور الخليجي يتصاعد اقليميا ودوليا…تفوق على القوى التقليدية
بزخم لافت تتحرك منذ مدة دول الخليج للعب دور في اكثر من اتجاه على الساحتين الدولية والاقليمية. فتزامنا مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باريس واجتماعه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومشاركته في حفل استضافة المملكة معرض أكسبو 2030، زار رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان روسيا وعقد اجتماعا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش منتدى في سانت بطرسبرغ، وسط معلومات عن محاولة الامارات لعب دور على الصعيد العالمي وإنهاء الحرب في اوكرانيا، خاصة بعد نجاح جهودها في إتمام عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا في شباط الماضي، وذلك بعد شهرين من نجاح وساطتها لتبادل أسرى بين روسيا والولايات المتحدة. فهل من الممكن ان تلعب دول الخليج دوراً ايجابياً وتثبت وضعها كلاعب دولي له دوره وتأثيره؟
العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يؤكد لـ”المركزية” ان هناك دوراً خليجياً متصاعداً بعد وصول محمد بن سلمان الى ولاية العهد وحسم الامر لصالحه بلعبة النفوذ داخل الاسرة المالكة خاصة مع اقترانها بخطة التنمية الكبيرة جداً، خطة 2030. وفي ظل هذا التنامي وتعدد مصادر الدخل، الذي لم يعد فقط النفط بل أيضاً مصادر أخرى مع إمكانية انفتاحها على المجال السياحي والثقافي بشكل واسع جداً، أصبح من الطبيعي أن تتحول السعودية الى أهم قوة صاعدة في منطقة الشرق الاوسط، وهي تكاد تتفوق على دول أكبر منها واحتكرت تقليدياً دور الريادة في السياسات الإقليمية كمصر وايران وتركيا.
ويضيف: “باتت السعودية اليوم، قوة شبه عالمية وهي تشارك في المنتديات الاقتصادية الدولية واجتماعات مجموعة العشرين، وتجذب إليها استثمارات. ودورها سيزداد بعد الانفتاح الكبير على الصين، خاصة بعد اتخاذ ولي العهد خطوات جريئة في هذا الموضوع دون ان يحتسب أية نتائج أو تساقطات سلبية من قبل الغرب وخصوصا الولايات المتحدة. إضافة إلى ذلك، يطمح ولي العهد الى جذب اكسبو عام 2030 ليكون في الرياض ويشارك في جمع رأس مال دولي كبير لمحاربة الفقر والاهتمام بقضايا البيئة والمناخ. وهذا دور جديد خطته السعودية لنفسها، من شأنه أن يساهم في تعزيز دورها في السياسة الدولية وفي الاقتصاد الدولي. ويشكّل الاقتصاد السعودي ما قيمته التريليون دولار أميركي في آخر الاحصاءات المتوافرة، وما زلنا في بداية هذه المرحلة الجديدة التي خطّها محمد بن سلمان. النمو السعودي بات يتخطى سواء الدول النامية او الدول المتطورة بشكل واضح، وهذا سيزيد من حضور المملكة اقليميا ودولياً”.
ويتابع: “أما بالنسبة الى الامارات، فتلعب دوراً حيوياً في سياسة المنطقة وخاصة الخليجية منها، وتتسم الاوضاع داخلها بالنمو والاستقرار السياسي، مما يشجع المستثمرين من مختلف أصقاع الأرض للاستثمار في المشاريع الأساسية لدولة الامارات سواء في ابو ظبي او دبي. كما أنها أصبحت مقصداً سياحياً واستثمارياً اساسياً بالنسبة لأثرياء العالم وخصوصاً المتمولين والاثرياء الروس، كل هذا قد يحسّن من علاقات الامارات الاقليمية الدولية، وخاصة علاقة الامير محمد بن زايد بالرئيس الروسي ما يفتح له المجال للعب دور سياسي بسبب علاقاته الجيدة في المنطقة او على المستوى الدولي بما فيه التدخل في الحرب الاوكرانية – الروسية ومحاولة التخفيف من مآسي الشعبين بعد نجاح وساطتها لتبادل الاسرى، الأمر الذي يعكس التقدير الدولي والروسي للإمارات والثقة في جهودها ووساطاتها لدعم الأمن والاستقرار والسلم الدوليين”.
المركزية