الاجواء الآتية من باريس: هل تتقاطع مع محور”التقاطع”؟
الاجواء الآتية من باريس، هي بعكس تلك التي يتحدث عنها بعض المسؤولين في محور”التقاطع”، فالملف اللبناني جرى التحضير له قبل وصول ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وذلك من خلال وجود السفير وليد البخاري في باريس قبل وصول الامير.
وبالتالي، جرى البحث بالتفصيل في الملف اللبناني، وفق اجواء ومصادر فرنسية، بين ولي العهد والرئيس ماكرون، وعنوان التوافق السعودي- الفرنسي المبادرة الفرنسية، التي ما تزال قائمة، بل ستنتطلق مجدداً بقوة وزخم كبيرين، مع وصول موفد ماكرون جان إيف لودريان الى لبنان.
والبحث السعودي- الفرنسي، ناقش الفكرة اي المبادرة الفرنسية، واقتراح سلة متكاملة للحل، بدءا من رئيس جمهورية الى رئيس الحكومة والحكومة، الى حاكم مصرف لبنان، ومراكز قيادية هامة اخرى في لبنان.
وما تكشف عنه الاجواء السعودية- الفرنسية، ان الانطلاق سيكون من الموافقة السعودية على اسم سليمان فرنجية كرئيس للجمهورية، وهم ابلغوا الفرنسيين انهم تعجبوا من مواقف البعض ضد فرنجية، وبذات الوقت لا يرى السعوديون والفرنسيون بالضرورة العودة الى معادلة فرنجية- نواف سلام، بل ربما نشهد معادلة سليمان فرنجية- سعد الحريري، وهي باتت الارجح، وستكون الضمانة للرؤية السياسية والامنية والاقتصادية، لكل من السعودية وايران وسوريا وفرنسا، ولا ممانعة اميركية في حال التوافق السعودي – الايراني – الفرنسي، على حل السلة الواحدة في لبنان.
على ذمة المصادرالتي واكبت وشاركت الوفدين السعودي والفرنسي في المباحثات حول الملف اللبناني، ان الرئيس الفرنسي توافق مع الامير محمد على الاسراع في حل الملف اللبناني، لأن تداعياته خطيرة ليس على استقرار لبنان الداخلي، بل على امن المنطقة برمتها، اذ كل المنطقة مقبلة على المتغير الضخم . فوافق ولي العهد الذي يحضر قيادته للمملكة الى ساحة “صفر مشاكل” في اطار مشروع 20\ 30 . وبناء عليه، فأن الفرنسيين نجحوا في اقناع بن سلمان بالجلوس مع سعد الحريري بحضور ماكرون، وبعدها يصار الى الترتيب الخاص بين ولي العهد وسعد الحريري، بالشكل الذي يرضي بن سلمان.
والكلام الفرنسي هنا، ان لا احد من القوى الوازنة في لبنان، او الاكثرية الوازنة في لبنان، ترفض الحريري، لكن لا بد من دعم المملكة المتمثل بدعم الامير محمد شخصيا، ويبدو ان هذا الامر، وفق المصادر، بدأ يسلك طريقه الايجابي.
لماذا لا اصرار على معادلة فرنجية – نواف سلام؟ تكشف المصادر ان طرح سلام، ليس طرحاً لا فرنسيا ولا سعوديا، بل هناك جهة لبنانية مسيحية هي التي طرحت اسم نواف سلام، وبالتالي المملكة لم تقل كلمة لا ولا نعم، لا في نواف سلام او تمام سلام. القضية ببساطة بهذا الشكل.
والذي لم يفهمه البعض في لبنان، تقول المصادر، ان هناك مصالح ضخمة وحساسة استجدت اثر الحرب الروسية الاوكرانية ، وما جرى ويجري اليوم خلالها اقتصاديا وسياسيا، هي التي تعطي القوة للدور الفرنسي، وقوة الحضور السعودي في الساحات العربية ومنها لبنان، لذلك المصالح الضخمة للدول، ومنها السعودية وغيرها، سوف تترجم رؤى ومواقف سياسية. اما البعض في لبنان ما يزال يعتقد ان الامور تقف عند حدود رغباته. وتبين له في المثال البسيط ان حدود رغباته اصطدم بنتائج جلسة الانتخاب النيابية في 14 الفائت، اذ سقط مشروع رغباته في الفرصة الاميركية التي منحت لهذه الكتل ، يوم سقوط مشروع الـ65 او 67 صوتا للمرشح ازعور.
وتقول المصادر ان لودريان سوف يقوم مجددا باطلاق المبادرة الفرنسية، بعده السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الذي شارك في اجتماعات باريس، وسيعود الى بيروت ويفتح اتصالاته السياسية والنيابية وفقا لما جرى التوافق عليه، بين ولي العهد الامير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ماكرون.
*معلومة*
*ان جرى تطبيق القانون على الاوراق الانتخابية التي كتب اسمه عليها في جلسة 14 الفائت (جيهاد) وليس (جهاد) لكان حصل قانونا على اقل من 59 صوتاً،لانها اعتبرت اشارات او علامات فارقة قانونا، فتصبح ملغاة. لكن الرئيس نبيه بري تجاوزها، لكن للثقة ان هذا التفصيل جرى التطرق اليه بباريس بين المستشارين السعوديين والفرنسيين*
ياسر الحريري- الديار