بعد «قرفه» واستيائه من كل ما يجري حوله: مسألة أساسية يرفضها جنبلاط اليوم!

التقاطع مع المعارضة على انتخاب أزعور لا يفسد علاقة «المختارة وعين التينة»!

في زحمة التصريحات حول خيانات حصلت في جلسة ١٤ حزيران في عملية التصويت من الرصيد المتفق عليه للمرشح جهاد أزعور الذي تراجع الى ما دون ال٦٠ صوتا، بقي نواب اللقاء الديموقراطي او النواب الاشتراكيون لبعض الوقت خارج دائرة الشبهات في عملية التصويت لرئيس تيار المردة خصوصا ان النائب السابق وليد جنبلاط حسم مسألة التصويت قبل الجلسة بوقت طويل ليتولى بعدها النواب التأكيد على التزامهم بما أعلن سابقا، بخلاف تكتل لبنان القوي الذي تردد ان عددا من نوابه تمردوا على قرار القيادة الحزبية ويمكن ان تتم محاسبتهم في وقت لاحق إذا ما تأكد الأمر.

في الحزب الاشتراكي الالتزام كان واضحا كما ينقل عن قياديين اشتراكيين يؤكدون حصول الالتزام المطلق بقرارات القيادة الحزبية نافين التسريبات باعطاء أصوات لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية لحفظ العلاقة مع عين التينة اذ يؤكد قياديو الاشتراكي ان التصويت لأي مرشح لا يفسد العلاقة التاريخية مع الرئيس نبيه بري التي مرت بظروف صعبة بقية عصية على الغائها في السنوات الماضية.

التصويت مع خيار المعارضة مجتمعة للوزير السابق جهاد أزعور كان المسار الذي اتبعه اللقاء الديموقراطي في الجلسة ال١٢ من دون معرفة ماذا سيكون موقف الاشتراكيين مع تقدم الوقت وفي حال ظهور متغيرات وتطور أحداث.

فلا أحد يعرف بعد ماذا سيكون موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الجلسات المقبلة، فالحزب الاشتراكي كان أول من تبنى النائب ميشال معوض وأول المنسحبين من معركته ليطلق مبادرة رئاسية وحركة سياسية قبل ان يعود ويلتحق بقطار المعارضة التي انتخبت جهاد أزعور.

بين فترة وفترة يطلق جنبلاط تموضعات ومواقف ذات مغزى سياسي تعبر عن «قرفه» واستيائه من كل ما يجري حوله وهذا ما دفعه الى التفكير مليا قبل ان يسير بموكب انتخابي واحد مع التيار وحزب القوات والكتائب والتغييريين .

يجمع المراقبون على ان جنبلاط اختار الانسحاب التكتيكي مؤقتا ورمي تهمة الابتعاد عن خيار الثنائي الشيعي على نجله النائب تيمور منتظرا حدوث أمر ما ورغبة منه بعدم الاشتباك مع المسيحيين في الملف الرئاسي، فجنبلاط تخلى مؤخرا عن دور بيضة القبان في الاستحقاق الرئاسي.

المسار الرئاسي الأخير أتعب المختارة. في البداية تعاطى جنبلاط مع هذا المسار بدعم معركة النائب ميشال معوض وبعدها نفذ جنبلاط انسحابا لائقا من معركة معوض لانعدام حظوظه بوصفه من المرشحين من فئة «التحدي» ووضع سليمان فرنجية في الخانة نفسها عندما صوت نواب اللقاء الديموقراطي لأزعور فرئيس الاشتراكي انطلق في بحثه عن رئيس للجمهورية من نقطة أساسية وهي مراعاة الهواجس المسيحية ولو اقتضى الأمر الالتقاء والتقاطع مع رئيس التيار الوطني الحر وحزب القوات ، فالمسعى الجنبلاطي تركز على مرشح يتمتع المواصفات الاقتصادية الإنقاذية بالدرجة الاولى .

مسألة أساسية يرفضها جنبلاط اليوم، الدخول في استقطاب سياسي جديد وسيناريو المواجهة مع أي طرف بانتظار جلاء الصورة الرئاسية ونضوج اي تسوية محتملة، ولذلك فان تصويت الاشتراكي المقبل سيكون محطة مهمة يدرسها الزعيم الدرزي بتأن، ووفق المعلومات فان الحزب الاشتراكي لم يتخذ قرارا بعد في شأن الاستمرار في دعم أزعور بانتظار جلاء الصورة الانتخابية واحتمال قيام توافقات معينة وتنشيط الحوار.

ابتسام شديد- الديار

مقالات ذات صلة