السياحة تستعيد أنفاسها: الشواطئ العامة شبه مجّانية… ولكن «المشوار» مكلف!

ينتظر اللبنانيون وفي كلّ عامٍ في مثل هذه الأيام، موسم الصّيف بصبر نافد، علّهم ينسون همومهم ويتمتّعون بمناظر لبنان الخلّابة من خلال بحره وشواطئه ومسابحه.

الوضع لم يكن يبشّر بالخير سابقا ، لأنّ لبنان عانى جدًا من أزماتٍ لاحقته على مرّ ثلاث سنوات، منها من كانت اقتصادية وأزمة مصارف وتحليق الدّولار مقابل انهيار العملة الوطنيّة، ومنها اجتماعية صحّية، مع تفشّي فيروس كورونا وخوف الناس من الخروج من منازلها، ومنها من كانت أمنيّة سياسية، تحديدًا، مع تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب، ممّا ترتّب على اكثرية اللبنانيين عدم ارتياد المسابح والشواطىء العامة .

أمّا اليوم، يتأمّل لبنان واللبــنانيون ، أن تكون الأمور بأفضل حالٍ، لا سيّما مع دولرة رواتب الموظّفين اللبنانيين (معظمهم) والقضاء على الفيروسات والأمراض (من خلال اللقاحات)، مما يشجع على ارتياد هذه المسابح التي تتراوح اسعارها بين ٤ دولارات و٧٥ دولارا اضافة الى وجود المسابح العامة المرحبة بكل شخص يريد السباحة والتمتع بالبحر.

نقيب أصحاب الفنادق والمسابح جان بيروتي، يؤكّد وفي حديثه للدّيار أنّه «وعلى الرغم من أنّ الشواطئ اللبنانية لا تحظى باهتمام من قبل الدّولة، لعدم إمكانها دفع ما يترتّب عليها لتحسين هذه الشواطئ، بسبب نقصٍ في الميزانيّة، إلّا أنّها لا تزال جيّدة، تقريبًا، لا سيّما للذي يريد أن يدخّر القليل من المال».

وقال: «شواطئ الرملة البيضاء في بيروت، والبترون وصيدا وجبيل، ومناطق أخرى، لا تزال نظيفة وجيّدة لقضاء أوقاتٍ ممتعة فيها».

«الديار» واكبت الأسعار ونزلت إلى الشواطئ الشعبية العامة، لتكتشف أنّ الكلفة لقضاء يوم واحد مرتفعة بالنسبة لعائلة مؤلفة من اربعة اشخاص : الكرسي البلاستيك يؤجّر بدولارين، أمّا الكرسي الطويل فبـ 3 دولار، ومع شمسية التكلفة تصبح 5 دولار. ويكون الاستحمام مجانًا، وبإمكانك إحضار طعامك معك، علمًا بأنّ هذه الشواطئ نفسها لا تزال «مهملة» لأنّ الدّولة غائبة.

المخالفات

وعن المخالفات التي تحصل على شواطئنا اللبنانية ودور النقابة، يشير بيروتي في كلامه للدّيار، إلى أنّ «المؤسسات السّياحيّة، لا تشكّل أكثر من 25% من الشواطئ اللبنانية، إذًا لماذا يوضع إصبع اللوم علينا دائمًا»؟ ليؤكّد أنّ معظم المخالفات (ومنها 580 مخالفة) تكون لبيوت أناسٍ مساكين وفقراء، لا ذنب لهم لأنّ العمارة قديمة منذ أجدادهم».

بيروتي يؤكّد أنّ الأسرة المؤلفة من 4 أشخاص، باستطاعتها اختيار ما يناسبها، بدءًا من 4 دولار على الشخص الواحد، وصولًا لأكثر من ذلك، أي تقريبًا 50 دولاراً.

ويقول: «4 أشخاص باستطاعتهم في العديد من المـناطق اللبنانية، التمتّع بوقتهم في مسبحٍ بقيمة 18 دولارا للعائلة، في أيام الأسبوع، وبـ 24 وصولًا إلى 50 دولارا في عطل نهاية الأسبوع. وهنا بحسب مقدرة وما يُناسـب كلّ عائلة. ولو قارنّا الوضع ببلادٍ أخرى مثل قبرص مثلًا، بـ17 يورو يتمّ استئجار الســرير الواحد، والشمــسية بـ 2 يورو، علمًا بأنّه في بلدنا لبنان، بـ 20 دولارا يمكننا أن نفعل الكثير».

وعن العائلة التي تتقاضى راتبها بالعملة الوطنية، أجاب:» نحنُ، نتقاضى الـ30% ممّا كنّا نتقاضاه في العام 2018، وأمّا إيجار الأملاك البحريّة فنحنُ ندفعها بالفريش دولار أيضًا. لكنّه كل ما علينا فعله هو الاستمرار في عملنا لا أن نغلق أبوابنا ونرحل. ونحن متأملين بالخير».

صرخة المواطن غير مسموعة

يصرّح المواطن جيسون للدّيار، بأنّه وفي معظم الأحيان يتّكل على الشواطئ العامّة للاستمتاع مع عائلته، علمًا بأنّه «لا يستمتع كثيرًا، نتيجة إهمال الدولة لدورها في هذه الأماكن، على حدّ تعبيره»، مؤكدًا أنّ «كل شي بحقّو».

ويتابع:» صحيح أنّ الشواطئ العامة، لا تزال شبه مجّانية، إلّا أنّ «المشوار» يترتّب عليه مصاريف عديدة بدءًا بالأمور الاتية:» مأكل- مشرب- زيت للبحر- واقي شمس- لباس بحر- إستئجار الكراسي والشماشي»، مشددًا على تكاليف المحروقات وارتفاع صفيحة البنزين».

إذًا، صحيح أنّ المسبح الخاص يكلّف 50 دولارا تقريبًا للعائلة (المؤلفة من 4 أشخاص على حدّ تعبير بيروتي) إلّا أنّه يكلّف أيضًا الـ50 دولارا للعائلة الواحدة على الشاطئ العام للعائلة الفقيرة، بحدّه الأدنى، على حدّ تعبير المواطن جيسون. وبعض الناس اتجه الى شراء مسابح بلاتستيكية التي تبقى اوفر على جيبتهم.

وبعد زيارة العديد من المحلات التي تبيع المسابح البلاستيكية، منها الكبيرة (4 ضرب 3 متر) ومنها الأصغر (3 ضرب 3) ومنها مع نافورة مياه في الوسط ومنها من دون، تبيّن أنّ الأسعار، تتراوح ما بين الـ80 والـ250 دولارا.

ولكن في حال تم شراء هذه المسابح، هل سيكون السعر صافيا 250 دولارا؟ أم أنّ هنالك تكاليف أخرى؟

يؤكد أحد تجّار محلات منطقة العقيبة التّجارية، أنّ المسبح وحده لا يكفي لوضعه على السطح أو البلكون، لأنّه على كل زبون شراء معدّات له، تكون كعواميد ثابتة تحمله، كونه يزن تقريبًا الـ9 طن، بالإضافة إلى السجادة الخضراء، وأخرى ضدّ الرطوبة لمنع النّش. وهذه المعدّات تتراوح أسعارها بين الـ80 والـ180 دولارا حسب جودتها وكبرها طبعًا.

وينصح التّاجر بشراء هذه المسابح، المكفولة، لأنّها أقلّ تكلفة على العائلة، لا سيّما تكاليف البنزين والمشاوير البعيدة.

الديار

مقالات ذات صلة