الأمير فيصل بن فرحان يحمل دعوة لرئيسي لزيارة المملكة

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان السبت إنه سينقل للرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي دعوة المملكة لزيارتها وانه سيتم افتتاح سفارة بلاده في طهران “قريبا”، في تأكيد على حجم التقارب بين البلدين ومحاولات طي صفحة الخلافات بعد سنوات من العداء.

وتقوم كل من السعودية وإيران بخطوات جادة وسريعة لتطبيع العلاقات منذ توقيع اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية في مارس/آذار الماضي برعاية صينية في العاصمة بكين لكن تظل هنالك العديد من الملفات التي لا تزال عالقة خاصة بشان دعم طهران لحركات التمرد والفصائل المسلحة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان والملف النووي وتهديد امن الملاحة البحرية في مياه الخليج والمضائق.وأشار الوزير السعودي في مؤتمر صحفي في طهران مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على هامش زيارة المسؤول السعودي البارز التي تعد الأولى منذ 7 سنوات إلى ما تم من إجراءات استئناف عمل السفارة الإيرانية في الرياض وقنصليتها في جدة.
وقال الامير فيصل “هذه الإجراءات سيتبعها قريبا افتتاح السفارة السعودية في طهران” مضيفا “أقدم شكري وتقديري للخارجية والحكومة في إيران لما قدموه من تسهيلات من أجل عودة بعثات المملكة للعمل”.
وأكد أنه سيلتقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وسينقل له دعوة المملكة لزيارتها “قريبا” مشيرا إلى أن “المباحثات مع الجانب الإيراني اتسمت بالإيجابية والوضوح”.

كما تحدث المسؤول السعودي عن مخاوف بلاده من الملف النووي الإيراني مجددا التأكيد على خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.
وكانت إيران قد انخرطت منذ أبريل/نيسان 2021 في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة برعاية أطراف في الاتفاق النووي للعام 2015 لإعادة إنعاشه بعد أن انسحبت منه أميركا بشكل أحادي في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي وصفه بـ”الاتفاق المعيب” وردت الجمهورية الإسلامية لاحقا بانتهاك التزاماتها في الاتفاق المعروف بـ”اتفاقية العمل المشترك” وصعدت في الأشهر الماضية من عمليات تخصيب اليورانيوم بنحو 23 ضعفا عما هو منصوص عليه في خطوة تقربها أكثر من المستوى المطلوب لصناعة قنبلة نووية.
وشدد وزير الخارجية السعودي “على الأمل في أن تنعكس عودة العلاقات مع طهران على المنطقة والعالم”.

وقال انه يريد تعزيز الأمن البحري في منطقة الخليج مضيفا “أشير إلى أهمية التعاون فيما يتعلق بالأمن الإقليمي بين البلدين، لا سيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية”.

وبعد المؤتمر الصحفي التقى رئيسي، مساء السبت،وزير الخارجية السعودي بحسب ما نقلته قناة الإخبارية السعودية.
وأفاد المصدر ذاته، بـ”لقاء وزير الخارجية السعودي، بالرئيس الإيراني”، دون تفاصيل أكثر.

وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء السعودية “واس” بأن “رئيسي استقبل وزير الخارجية في القصر الرئاسي بالعاصمة الإيرانية طهران”.
ونقل الامير فيصل “تحيات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للرئيس الإيراني، وتمنياتهما لحكومة وشعب إيران الشقيق المزيد من التقدم والازدهار”، وفق “واس”.
وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أن رئيسي، “حمل وزير الخارجية تحياته وتقديره للعاهل السعودي وولي العهد وتمنياته لحكومة وشعب المملكة السعودية المزيد من الازدهار والرفاه”.

وجرى خلال الاستقبال، “استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وبما يحقق تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين”.
كما تم “مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها”.

بدوره قال وزير الخارجية الإيراني إنه بحث مع نظيره السعود مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين طهران والرياض، بما في ذلك القضايا الأمنية والاقتصادية قائلا “نرحب بحضور سيادة وزير الخارجية السعودي ويسرنا عقد هذا اللقاء بعد مضي مئة يوم من اتفاق استئناف العلاقات بين الجانبين، حيث طوال هذه الفترة تم افتتاح السفارة والقنصليات للبلدين في الرياض وطهران وجدة ومشهد”، حسبما أفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء.
وأضاف “يسعدنا أن حجاجنا هذا العام سيؤدون فريضة الحج في المملكة العربية السعودية نحو ما يليق بهم، وأود أن أشكر نظيري السعودي بهذا الخصوص، وبالطبع نحن أيضا قمنا بإعداد الترتيبات المناسبة لسفر المواطنين السعوديين إلى المناطق السياحية في إيران”.
وتابع “اليوم سنحت لنا الفرصة لمناقشة مختلف جوانب العلاقات بين إيران والسعودية، واتفقنا على تشكيل لجان سياسية لمكافحة الاتجار بالمخدرات وقضايا بيئية أخرى، كما ركزت محادثاتنا على ضرورة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين”، مبينا “بعد محادثات اليوم التي تجريها السلطات العليا للبلدين، سنتخذ خطوات لتنفيذ هذه الإجراءات”.
وقال “لقد اتفقنا على التحرك نحو استخدام القطاع الخاص بين البلدين وتطوير العلاقات في مجالات النقل والسياحة والمجالات الأخرى، كما ناقشنا موضوع الأمن الإقليمي وأكدنا أنه قضية أساسية للجميع وضرورة أساسية لمستقبل سيكون أكثر أمنا وازدهارا”.
وتابع “انتهزنا الفرصة لبحث دعم الشعب الفلسطيني، والجانبان يتفقان على اعتبار القضية الفلسطينية قضية ذات أولوية في العالم الإسلامي، كما عبرنا عن قلقنا بشأن التطورات في السودان”.
وختم الوزير الايراني كلامه قائلا “أشكر الحكومة السعودية على مساعدتها في إعادة فتح سفارتنا في الرياض والقنصلية العامة في المدينة المنورة”.

MEO

مقالات ذات صلة