ماكرون-بن سلمان: لإعادة إنتاج سلطة بلبنان غير متهمة بالفساد

حضر لبنان في اللقاء المطول الذي عقد بين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. إذ شددا على ضرورة وضع حد سريع للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان، الأمر الذي يعدّ العائق الرئيسي أمام حل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة.

وحسب ما تشير المعلومات، فإن ماكرون كان حريصاً على إثارة الملف اللبناني مع بن سلمان، والسعي إلى التنسيق وتقديم المساعدة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي. وتضيف المعلومات، أن بن سلمان كان حريصاً على التنسيق مع فرنسا، التي تولي أهمية للشأن اللبناني. ولا بد للأيام المقبلة أن تحمل مؤشرات حول ما جرى الاتفاق عليه بين الجانبين، خصوصاً في ضوء زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى إيران السبت، وبانتظار الزيارة التي سيجريها المبعوث الشخصي لماكرون جان إيف لودريان إلى بيروت الأسبوع المقبل، للقاء مختلف المسؤولين. وحسب المعلومات أيضاً، فإن تشديداً فرنسياً سعودياً كان واضحاً حول ضرورة إعادة إنتاج سلطة غير متهمة بالفساد، وقادرة على قيادة البلاد في المرحلة المقبلة إلى خطة اصلاحية وانقاذية شاملة.

في اللقاء بين الوفدين السعودي والفرنسي كان حاضراً كبير المستشارين في الايليزيه، إيمانويل بون، ومستشار الشرق الأوسط وافريقيا باتريك دوريل. وهما اللذان يتابعان الملف اللبناني، إلى جانب لودريان الذي أصبح مسؤولاً مباشراً عن ملف لبنان، وسيعمل على إعداد تقرير الأسبوع المقبل لرفعه إلى إدارته، واتخاذ القرار المناسب وآلية التحرك، خصوصاً في ضوء ما أفرزته نتائج الجلسة الانتخابية الأخيرة، وفي ظل الموقف المسيحي المعارض لسليمان فرنجية.

وما قبل وصول بن سلمان، فإن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، كان قد عقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين الفرنسيين عن الملف اللبناني، وجرى البحث في كيفية استمرار التنسيق لتجاوز الأزمة القائمة، وانهاء الفراغ. ويفترض أن تظهر نتائج هذه اللقاءات في الأيام المقبلة. مع بعض الاشارات التي تفيد بأنه بعد إعداد لودريان لتقريره، يمكن السعي بين الدول الخمس التي عقدت اجتماعاً في باريس سابقاً ان تفعل اجتماعاتها.

وبالتزامن مع زيارة بن سلمان والبخاري إلى باريس، تم ضخ معلومات في لبنان عن استبعاد المستشار في الديوان الملكي السعودي، نزار العلولا، عن الملف اللبناني لتفرغه لملف السودان. إلا أن مصادر ديبلوماسية متابعة تؤكد أن هذا الكلام غير صحيح، بل هو يعكس تمنيات البعض في لبنان وخارجه. وتضيف المصادر، أن العلولا يتولى مسؤوليات أكثر من بلد وملف، من ضمنها لبنان، وهو المسؤول عن ملف السودان منذ فترة طويلة. وبالتالي، إلغاء زيارته إلى باريس في الأيام الماضية جرى بسبب تطورات الوضع في السودان، واضطراره لمواكبتها مع وفد أميركي موجود في جدة سعياً للوصول إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار.

المدن

مقالات ذات صلة