ورشة حزبية لترشيق «الاشتراكي»: تيمور يستكمل سياسة والده!
4 عقود ونصف قضاها وليد جنبلاط على رأس الحزب التقدمي الاشتراكي، وهو على بعد 9 ايام من تخليه عملياً عن كل مهامه الحزبية بعدما تخلى عن مهامه النيابية ورئاسة الكتلة ومقعده النيابي لنجله تيمورفي العام 2017.
ومنذ ايام كرس تيمور نفسه كمرشح اوحد لرئاسة الحزب الاشتراكي في المؤتمر العام الذي يعقد في 25 الجاري، في حين تضج مواقع التواصل الاجتماعي والكواليس السياسية بخبايا المؤتمر وكواليسه، وخصوصاً لجهة ما يحكى عن «ترشيق» الحزب وضخ دم جديد واجراء تعيينات واسعة لطاقات شبابية مع الحفاظ على بعض الطاقات الخبيرة والمنتجة والتي يمكن لتيمور ان ينسجم معها.
وتكشف اوساط مطلعة على ورشة «الاشتراكي»، ان المطالبة الداخلية وخصوصاً الشبابية ساهمت بتسريع الورشة وتقريب موعدها وصولاً الى اجراء «نفضة» تتلاءم مع المتغيرات التي طرأت على الحزب الاشتراكي ومن «ثورة» 17 تشرين الاول 2019 وصولاً الى الفترة الحالية حيث شهدت وتشهد الساحة الدرزية حراكاً وتنافساً بين عدد من التيارات والاحزاب.
في المقابل لا ترى اوساط حزبية بارزة في 8 آذار في توريث جنبلاط لنجله، بعداً استراتيجياً سياسياً بل هو لاعتبارات داخلية وحزبية ودرزية.
وتقول ان الايجابية التي يحاول جنبلاط ان يكرسها ويعلنها انه الزعيم اللبناني التقليدي والذي تخلى عن كل مهامه النيابية والحزبية واي وظيفة او موقع عام لنجله في حياته، رغم انه في نهاية المطاف يكرس زعامة تقليدية وبيت سياسي له تاريخه العريق والقديم.
وتشير الاوساط الى ان جنبلاط الاب لم يوح منذ ما قبل الانتخابات النيابية في ايار 2022 وبعدها، انه في صدد إجراء اي مراجعة داخلية سياسية او تغيير استراتيجي وانفتاحي في العلاقة مع حزب الله وايران وكذلك النظام في سوريا، بل على العكس لا توحي مواقفه السياسية وسلوكه الرئاسي اكان بتأييد ميشال معوض في الجلسات السابقة وتأييد جهاد ازعور في الجلسة الاخيرة، انه في صدد «مسايرة» الثنائي الشيعي بتأييد ترشيح سليمان فرنجية.
وفي المقلب «الاشتراكي»، يؤكد امين السر العام للحزب «الاشتراكي» ظافر ناصر لـ»الديار» ان استقالة وليد جنبلاط بالتاكيد ليست عادية، وهي بالطبع خطوة داخلية في مسار متدرج، بدأ منذ العام 2017 .
واليوم تشكل خطوة متقدمة في مسار تسلم تيمور جنبلاط زمام الامور في الحزب، اما مسألة التوريث فنحن منسجمون مع أنفسنا وصادقون وشفافون في ظل الواقع السياسي والتركيبة الطائفية والاجتماعية. وبالنهاية تيمور جنبلاط له الحق في ان يتبوأ هذا الموقع وان يحدد مسار الامور في المستقبل وبالتالي الممارسة هي التي تثبت جدارة الشخص في الموقع والمسؤوليات وتكسبه الشرعية ، فوليد جنبلاط لم تعطه الوراثة شرعية التمثيل والقيادة بل إستحقها بالممارسة والقيادة».
وفي الملف الرئاسي يكشف ناصر «اننا لا زلنا عند مقاربتنا وأن التفاهم وحده كفيل بالعبور بنا الى انتخاب رئيس من خلال حوار من دون شروط مسبقة او التشبث بمواقف محددة فالحوار ومن دون شروط يسهل عملية التفاهم.
وعن اي تموضع جديد لـ «الاشتراكي» مواكبة لتولي تيمور القيادة، يؤكد ناصر اننا في الملف السياسي الداخلي، منفتحون على الحوار الجدي مع مختلف القوى السياسية بغض النظر عن التبايانات. وهذا مسار متمسكون به، وفي الوقت نفسه لدينا موقفنا ومقاربتنا من مختلف الملفات ومنطلقاتنا المبدئية.
ويضيف:» لا شك بان المرحلة المقبلة تفتح المجال لعنصر الشباب اكثر في العمل الحزبي وهذا توجه الاستاذ تيمور جنبلاط، وهذا من طبيعة الحركة في الحياة اجمالا وفي العمل الحزبي تحديداً من خلال المراكمة على نضالنا وانجازاتنا والإستفاده من التجارب ايضا في الوقت نفسه».
وعلى المستوى الإقليمي يؤكد ناصر، ان لا جديد بخصوص العلاقة مع سوريا، اما مع إيران فالعلاقة ضمن الاصول بحسب الظروف ، منذ مدة زار السفير الايراني رئيس الحزب في كليمنصو كما لبينا دعوة السفارة للقاء وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان.
ورداً على سؤال عن اي لقاء قريب بين «الاشتراكي» وحزب الله بعد الجلسة الرئاسية، يكشف ناصر ان لا موعد محدداً حالياً بين الطرفين.
علي ضاحي