الشعلة من وليد الى تيمور في 25 حزيران!
بعد 46 عاما على توليه رئاسة “الحزب التقدمي الاشتراكي”، أعلن زعيم المختارة وليد جنبلاط استقالته من منصبه، ودعا إلى مؤتمر عام انتخابي في 25 حزيران الجاري، حيث من المتوقع أن يتسلّم نجله رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، الذي تقدّم رسمياً اليوم بترشيحه، رئاسة الحزب من بعده.
وقبل ذلك، وتحديداً في آذار 2017 في الذكرى الأربعين لمقتل والده، سلّم جنبلاط، نجله تيمور “كوفية الزعامة الجنبلاطية”، خلال احتفال حاشد في المختارة، بحضور رئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية والآلاف من أبناء الجبل، ألقى كلمة توجه بها إلى الجمهور والى ابنه تيمور، وقال بعدما وضع كوفية الزعامة على كتفي ابنه: “سر يا تيمور رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، وأشهر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أياً كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة. واحضن أصلان بيمينك وعانق داليا بشمالك، وعند قدوم الساعة ادفنوا أمواتكم وانهضوا، وسيروا قدماً، فالحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم، لا للضعفاء”.
مع اعلان تيمور ترشيحه وعلى بعد عشرة أيام من المؤتمر العام، كيف تجري التحضيرات لهذا اليوم، وهل من توجّه جديد للحزب؟
عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله يؤكد لـ”المركزية” “انه تدبير واستحقاق حزبي داخلي يحصل بشكل دائم، حيث يعقد الحزب مؤتمرا كل بضعة سنوات وتتجدد فيه القيادة على المستويات كافة وتُحدّد التوجهات الاستراتيجية الكبرى، بعد استطلاع آراء القادة الحزبيين والمنظمات الجماهيرية الرافدة للحزب، ليتمّ انتخاب قيادة جديدة. هذا الامر طبيعي وليس استثنائياً. إنما الاستثنائي ان وليد جنبلاط لن يكون رئيساً للحزب، فبعد خمسة عقود من المسؤولية، يفسح المجال للأجيال الشابة لتحمّل المسؤولية، وكان بدأ بذلك عندما سلّم مرجعية المختارة منذ العام 2017 لنجله تيمور، الذي بدوره بات على رأس “اللقاء الديمقراطي” عام 2018. هذا إذاً سياق مستمر ومتكامل من شأنه ان يفتح المجال للقيادات الشابة على كافة المستويات ان تستكمل المسيرة خاصة في ظل هذه الظروف القاهرة”.
ويضيف: “دائماً ما يحاول الحزب الاستفادة من الطاقات الشابة وفي الوقت نفسه أيضاً الاستثمار في كل الخبرات السابقة والكفاءات الموجودة. هذا تكامل وتواصل الأجيال من جيل إلى آخر. ومن المعروف ان الحزب الاشتراكي في الخيارات الاستراتيجية الكبرى يتمسّك بالعروبة وبقضية فلسطين والعدالة الاجتماعية والحريات، وهي ثوابت لا تتغيّر، لكن في طريقة الأداء والتعاطي، حكماً ستكون هناك قيادة جديدة”.
عن مستقبل الحزب يقول: “لن نستبق الأمور، لكن نتوقّع بالطبع اندفاعة جديدة في إطار عملنا الحزبي والسياسي والاجتماعي والجماهيري، نمط جديد او متجدد اذا صح التعبير، مرتكزين الى الثوابت والقواعد الموجودة”، مشيراً إلى “ان التغيير سنّة الحياة والعمل السياسي ومن الطبيعي حصوله. والقاعدة الحزبية متفاعلة مع المؤتمر بشكل ايجابي جداً، خاصة إذا ما نظرنا إلى حجم الترشيحات للمسؤوليات، إذ يتبيّن ان هناك حماسا واندفاعا لدى القيادات الحزبية التي راكمت المسؤوليات او من الشباب الذين لديهم الحماس للعمل للترشح والخضوع للخيار الديمقراطي الداخلي للحزب، في موضوع انتخابات مجلس القيادة”.
وعن تسلّم تيمور قيادة الحزب، يجيب: “في الواقعية السياسية تاريخياً، هناك تكامل دائم بين مرجعية المختارة والبيئة الحاضنة لها، وموضوع الحزب الاشتراكي. الترابط بينهما ليس بجديد، ومن الطبيعي ان يستمر هذا الموضوع، لكن هذا لا يعني ان لا أحد يستطيع ان يترشح، بل المجال مفتوح واعتقد ان هناك الكثير من الكفاءات الحزبية القادرة على ان تكون في موقع رئاسة الحزب، لكن أكرر القول بسبب الواقعية السياسية والميزة التي يمتاز بها الحزب الاشتراكي يجمع بين بيئة حاضنة وعمل حزبي منتشر على الأراضي اللبنانية كافة”.
ويختم: “هناك تجدد سيحصل ومهام كبيرة ومسؤولية اساسية ملقاة على عاتق القيادة الجديدة لأن إرث كمال جنبلاط وفكره والخبرة النضالية الطويلة والمعارك الكبرى التي خاضها وليد جنبلاط على صعيد الوطن لحماية أمنه واستقراره عند الضرورة والمصالحة الكبرى التي أرساها في الجبل، أتصوّر أنها أمور مهمة جداً ومسؤولية وطنية على القيادة الجديدة ان تستكملها”.
المركزية