المملكة تريد رئيس “اللا غالب ولا مغلوب”…لهذا كانت اصوات “لبنان الجديد”!
في اتجاه باريس تنحو انظار اللبنانيين اعتبارا من اليوم. هناك، حيث تعقد اجتماعات بين خليتي الازمة الفرنسية والسعودية للبنان منذ مطلع الاسبوع، وحيث عقد لقاء اليوم بين السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ومستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريل للتباحث بشأن الاستحقاق الرئاسي، وحيث سيعقد غدا اللقاء الاهم بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، كما بين المبعوث الرئاسي الجديد الوزير السابق جان ايف لودريان ووزيرة الخارجية كاترين كولونا، قبل ان يطير الاول الى بيروت الاسبوع المقبل لمعاينة ميدانية يرفع في نهايتها تقريرا الى الاليزيه.
اجتماعات فرنسا لم تكن بعيدة من جلسة الانتخاب الثانية عشرة التي لم تنتج رئيساً، لكنها انتجت ختام مرحلة وبداية أخرى عنوانها التحضير لرئيس الـ”لا غالب ولا مغلوب”. بالنظر الى الارقام وكيفية توزيع الاصوات بين الكتل النيابية يمكن استخلاص مدى الحساسية التي تحكم المجلس النيابي، حيث لا قدرة لاي فريق على انتاج رئيس، وتاليا فتح ابواب قصر بعبدا يوجب التوافق.
مع ترك الممانعة ورقتها البيضاء وانتقال نوابها للتصويت لمرشحها زعيم تيار المردة سليمان فرنجية من دون ان تتمكن من فرضه رئيسا، أدت قسطها للعلى ازاءه، وركنت الى واقع العجز ووجوب طي صفحة مرشحها لفتح اخرى توافقية على اسم جديد، وهو ما عكسه موقف الرئيس نبيه بري بأن لا خلاص الا بالتوافق، ولكن هذه المرة ليس على مرشح الـ 51 صوتا حكما، انما على رئيس غير خاضع لاي فريق. وهنا بيت القصيد، تقول اوساط سياسية لـ”المركزية”، ذلك ان بالنظر لنوعية تصويت النواب السنّة، ممن وضعوا ورقة “لبنان الجديد” لا بدّ من التوقف عند نقطتين: الاولى: بقاؤهم خارج الاصطفافات وتفضيل الحياد باختيار شعار لا اسم وتاليا عدم ترجيح كفة اي فريق، علما ان هؤلاء باتوا يشكلون بيضة القبّان بثمانية اصوات، لو صبت للمرشح جهاد ازعور لقفز رقمه الى 67 صوتا، بما يعني هذا الرقم على مستوى انتخابه حكما في الدورة الثانية، لو لم يطيّر نصابها نواب الممانعة. والثانية: اعلان “اللبنانيين الجدد” انهم سيصوتون لمرشح في الجلسة المقبلة.
في قراءة سريعة لأداء وموقف النواب السنة الثمانية ، تعتبر المصادر انهم يعكسون بشكل ما رأي المملكة العربية السعودية من الاستحقاق الرئاسي، ورغبتها برئيس “اللا غالب ولا مغلوب”.، ولذلك لم ترد استباق لقاء ماكرون- بن سلمان غدا بتكريس فوز فريق على آخر، بحيث ينعقد لقاؤهما من دون مشروع غلبة، انما على ارض محايدة يصبح الحل معها اكثر قابلية للتحقيق وأسرع.
لا يعني الموقف السعودي في مطلق الاحوال، رغبة بإقصاء ازعور من السباق الرئاسي، خصوصا انه نال 59 صوتا ستتمسك بها المعارضة والتيار وكل من صوت له للسيطرة على “المومنتوم” والبقاء في موقع قوة تفاوضي في التسوية المفترضة، مقابل فريق اثبت خروج نوابه من الجلسة قبل فرز الاصوات خوفه وضعفه وعجزه عن انتخاب مرشحه، بل تفضل المملكة التريث وحصيلة مشاورات ولي عهدها مع ماكرون كما زيارة لودريان لبيروت وبعدها اجتماع خماسية باريس لتقول كلمتها وتفعل فعلها في الداخل اللبناني في سبيل وضع حد لشغور رئاسي طال امده وانتخاب رئيس تسووي قادر على وضع لبنان على سكة النهوض. اما الموعد فمرتبط بحسب الاوساط بمدى الضغط الخارجي الذي سيمارس على اطراف الداخل وكيفية تبلور الامور وسرعة الاتصالات والمفاوضات وبت الاسماء، المعلوم منها والمجهول. لكنّ الاكيد ان حراجة الوضع وزحمة الاستحقاقات وفي مقدمها حاكمية مصرف لبنان، سيسرعان وتيرة الحراك الخارجي والداخلي في آن لانتخاب رئيس قبل نهاية تموز المقبل.
المركزية