تفاصيل ليلة التوترّ ما قبل الانتخاب في أروقة برّي-نصرالله: الرهان كان على أمر واحد !

ليل الثلاثاء، قبل الجلسة الانتخابية الرئاسية، كان التوتّر يسود في غرف اجتماعات الثنائي الشيعي، الذي كان يدرس مواقف النواب وحجم التأييد لمرشح “التقاطع” جهاد أزعور، مع علمه بأن الليلة الماضية هي الأهم والأبرز، وفيها كانت تجري الضغوط والاتصالات. وكانت توزع الوعود بالمغانم على النواب، وكان الرهان على أمر واحد طوال الليل، وهو موقف المملكة العربية السعودية.

كان التوتر يرتفع كلما خرج نائب لإعلان تأييده لأزعور، ولو جاء على سبيل “تجرّع” الإسم أو الوعد بالتصويت له لمرة واحدة فقط. وحسب مصادر مطّلعة، لم يكن خيار إسقاط الجلسة النيابية قبل إجراء التصويت الأول مطروحاً، بل كان البحث في ثلاثة نقاط رئيسية: النقطة الأولى كان العمل على أن لا يحصل جهاد أزعور على أكثر من 60 صوتاً. والنقطة الثانية كانت أن يتخطى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عتبة الـ50 صوتاً. والنقطة الثالثة والبالغة الأهمية كانت أن يتمكن الفريق الداعم لفرنجية من تطيير نصاب الجلسة الثانية.

برّي ونصرالله تواصلا شخصياً مع النواب
بما يتعلق بالنقطة الأولى، كان التعويل على صمود نواب تغييريين على موقفهم رغم كل حملات التهويل التي تحدثت عنها النائب حليمة القعقور، والأهم صمود نائبين على الأقل من التيار الوطني الحر الرافضين لدعم أزعور. وقد تحقق الأمران. أما النقطة الثانية فكانت أن يحصل فرنجية على أكثر من 50 صوتاً. وهذا الأمر تحقق، حسب ما تكشف المصادر، بتدخل مباشر من نبيه برّي والسيد حسن نصرالله.

وتضيف المصادر: “نهار الثلاثاء وليله، تدخل برّي ونصرالله بشكل مباشر بالحديث مع عدد من النواب، الذين كانوا مترددين بالتصويت لفرنجية من الدورة الأولى. وقد نجح برّي بعد جلسة مطولة بالحصول على تأييد “نواب أرمن” لفرنجية. ونجحت الاتصالات مع نائبين (سنّة) من نواب تكتل الاعتدال للتصويت لفرنجية”، مشيرة إلى أنه حسب عدد الأصوات، يبدو أن فرنجية حصل على صوت أو صوتين من تكتل “لبنان القوي”.

أما النقطة الثالثة، فتتعلق بتأمين 43 نائباً لتطيير النصاب في الدورة الثانية. وهنا تكشف المصادر أن هذه النقطة كانت حساسة للغاية، كون الحسابات التي أجراها الفريق الداعم لفرنجية نهار الثلاثاء صباحاً، كانت تؤكد بأكملها بأن تطيير النصاب قد يتطلب خروج رئيس المجلس من الجلسة، وهو ما لم يكن وارداً لدى برّي، لذلك كان التدخل بشكل مباشر مع بعض النواب، فكانت النتيجة خروج 47 نائباً.

الثنائي مرتاح لموقف السعودية
أما فيما يتعلق بالقلق من الموقف السعودي، فتكشف المصادر أن الموقف كان غامضاً، ولم يكن ممكناً معرفته قبل انعقاد الجلسة وحصول جلسة الانتخاب ومعرفة عدد الأصوات لكل مرشح. وكان الثنائي بانتظار ما ستقوم به المملكة بموقف حساس كهذا، مشيرة إلى أن السعوديين صدقوا وعدهم بأنهم لن يتدخلوا في الجلسة الانتخابية التي حصلت. وتؤكد النتائج عدم تدخلهم لصالح جهاد أزعور. والأهم عدم تدخلهم ضد سليمان فرنجية أيضاً. وهو ما يمكن قراءته بالسياسة على أنه فتح لباب التسوية حول رئيس المردة، وبأن السعودية حاضرة للبحث بالشروط والمكاسب لفريقها السياسي.

محمد علوش- المدن

مقالات ذات صلة