السعوديّة على «الحياد» حتى الساعة… الصوت السني فعل فعله!

لم يخرج «الثنائي الشيعي» و8 آذار والوزير السابق سليمان فرنجية من «السباق الرئاسي» من الجولة الاولى، بل تم تثبيت ترشيح فرنجية، وترى الاوساط نفسها ان كل الرهانات كانت على حصول ازعور على 63 نائباً من الفريق الواسع المؤيد له، ولكن اتت المفاجأة لهم ان الاصوات الاربعة والعائدة الى تكتل لبنان القوي «على الاغلب»، وفق تقاطع معلومات بين الثنائي وفرنجية ، وبعد نفي تكتل جنبلاط رسمياً اي تسرب اصوات من نوابه الثمانية الى فرنجية، بل هناك جزم من «اللقاء الديموقراطي» ان الاصوات الثمانية ذهبت لأزعور.

وتقول الاوساط ان من خسر امس هو لبنان، لانه اضاع فرصة ان يكون له رئيس توافقي، وتشير الاوساط ان مَن يؤيد ازعور ويسير وراءه يريد لترشيحه ان يسقط ترشيح فرنجية فقط، ولا نية لديه للوصول الى رئيس.

وتلفت الاوساط الى ان من خسر ايضاً هو «القوات اللبنانية» ورئيسها سمير جعجع ، الذي رفع مستوى «التحدي» و»التخوين» و»كبّر الحجر» الانتخابي، ولم يوفر احداً من اتهاماته بالتخاذل والتراخي امام مرشح «الممانعة» و»الثنائي الشيعي» و8 آذار.

في المقابل، تؤكد اوساط نيابية سنية ان الصوت السني فعل فعله، فباستثناء تكتل «التوافق الوطني» الذي صوت لمصلحة فرنجية، كان التصويت السني الآخر هو «تصويت سلبي»، اذ سلك تكتل «الاعتدال الوطني» او «قدامى المستقبل» درب التصويت «الابيض» عبر اعتماد تسمية «لبنان الجديد».

وفي حين صوّت عدد من «التغييريين» و»المستقلين» السنّة لمصلحة زياد بارود ومنهم عبد الرحمن البزري، تردد ان النائب اشرف ريفي صوّت لمصلحة ازعور، بينما صوّت النائب ايهاب مطر لمصلحة قائد الجيش جوزاف عون.

وتكشف الاوساط السنية انه باستثناء تكتل «التوافق الوطني» الذي اخذ القرار بتأييد فرنجية لعدد من الاعتبارات الشمالية والانتخابية، والعلاقات التاريخية معه ولا سيما مع آل فرنجية، ينتظر باقي النواب السنّة او في غالبهم القرار السعودي بتأييد مرشح ما، وتغيير الموقف بالبقاء على الحياد. وبذلك ترى الاوساط نفسها ان السعودية وعبر النواب السنّة المتحالفين معها، بغض النظر عن تموضعهم النيابي، تؤكد ان الحسم لم يأت بعد وان «التسوية» لم تنضج بعد، وبالتالي كانت جلسة الامس ساحة اختبار، وإعادة «المتاريس» الى مكانها ،واعادة تنشيط جلسة الرئاسة بعد 6 من الانقطاع، وكذلك فرز الساحة وخلط التحالفات رأساً على عقب.

كما تدعو الاوساط الى ترقب نتائج زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى فرنسا ولقائه بالرئيس ايمانويل ماكرون، وكذلك ترقب لنتائج اللجنة الخماسية المتعلقة بلبنان وملفه الرئاسي.

وفي الموازاة، ترى الاوساط ان موقف النائب السابق وليد جنبلاط المؤيد لازعور فيه رسالة «تضامن» مع المكون المسيحي من جهة، ومن جهة ثانية فيه «تلاق» مع الموقف الاميركي الداعم لأزعور، وتأييد جنبلاط لأزعور لم يزعج السعودي «الواقف على الحياد» مبدئياً، وبالتالي فإن جنبلاط «يسلف» المسيحيين تأييد ازعور، لكنه لم يقطع «شعرة معاوية» لا مع السعودية ولا مع حزب الله ولا «حركة امل» ، عندما تأتي التسوية لمصلحة المرشح التوافقي!

علي ضاحي- الديار

مقالات ذات صلة