“هيدا الشاب مش قليل”: “شهوان” المسيحيين في العام 2023!

“هيدا الشاب مش قليل”. بهذا الوصف، اختصر النائب السابق فارس سعيد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. لم يقل أنه بطل، و”شهوان” المسيحيين في العام 2023. ما زال سعيد، وكثيرون من خصوم باسيل السابقين، متريثون في إطلاق صفة البطولة على باسيل، لكنهم واثقون من ذلك.

وما كان التقاطع على الوزير الأسبق جهاد أزعور، ليصبح ممكناً، لولا اصطفاف باسيل الى جانب مسيحيين آخرين. ينفي رئيس “التيار الوطني الحر” مواجهة “حزب الله”، أو المساعي لعزله.. لكنه اصطف في خيار المواجهة، وأهّله ليكون خياراً متاحاً.

ثمة هدفان للتقاطع على أزعور، يفضيان، في النهاية، الى قطع الطريق على الوزير الأسبق سليمان فرنجية. في قرارة نفس باسيل، كسر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي رفض في السابق انتخاب العماد ميشال عون يوم تقاطعت عليه أكثرية نيابية. وفي قرارة نفوس خصوم باسيل السابقين، كسر “حزب الله” الذي دعم ترشيح فرنجية. التقى الطرفان على هدفين يصبان في مرمى واحد. كل من موقفه السياسي، رغم أن باسيل، في خطابه الاخير، حاول عدم قطع “شعرة معاوية” مع حليفه السابق.

أعاد موقف باسيل تعويمه بعد سلسلة انتكاسات تمتد من العام 2012 بالحد الأدنى، وشهدت ذروتها في 17 تشرين 2019. بدّل وجهته للاتفاف على الانتكاسات، ولتحويل الخيبة الى انتصار. تحقق له ما يريد، على الأقل حتى جلسة 14 حزيران، باعتراف ألدّ خصومه. “خسر حزب اللهُ كل القاعدة المسيحية بسبب معارضة الوزير باسيل”، يقول سعيد مفسراً “الإنجاز”، ليخلص الى نتيجة “هيدا الشاب مش قليل”.

ما يقوله سعيد، بجرأة وشجاعة وقراءة سياسية، لا يجرؤ حلفاؤه على قوله. يضحك باسيل في سرّه، وهو العارف بدوره جيداً. لولاه، لما تمكن معارضو “حزب الله” من تسجيل نقطة. ويقدّر باسيل نفسه أيضاً، فهو من أكد في تصريح سابق قبل عشرة أيام، إن الآخرين من خصومه جاؤوا اليه، وليس هو من توجه نحوهم. بذلك، يروج لبطولته في الشارع المسيحي، ويطرح نفسه بطل المرحلة في هذا الشارع. سرق الضوء، وكسب جولة كبيرة يمكن له تسويقها في السر، كرأس حربة في مواجهة تغوّل الحزب في القرارات الوطنية.. أما في العلن، فيحاذر كسر الجرّة معه، ويترك له الاعتقاد بأن المقصود هو بري.

في الموقع نفسه، يقدم شروحات إعلامية تصوّره كضحية، وذلك امام خصومه السابقين، بسبب تغيير موقفه. دعا اليوم “الثنائي” إلى “وقف التدخّل في شؤون التيار الداخلية وتحريض عدد من المسؤولين والنواب في التيار على خيارات مختلفة”.

هي ليست رسالة لحزب الله، ولا لبرّي.. يوظف باسيل الانقسامات داخل تياره، في معركته الأخيرة. يوجه الرسالة الى خصومه السابقين حصراً، للقول إنه يدفع ثمن موقفه، تماماً كما فعل في السابق يوم أُدرج في لائحة العقوبات الأميركية، قافزاً من فوق قانون “ماغنيتسكي” والعقوبات بسبب الفساد دون أي شيء آخر، الى اعتبار العقوبات ثمناً للتحالف مع “حزب الله”.

“هيدا الشاب مش قليل”. ينطبق الوصف على كافة محطاته وتحولاته. لا يمتلك أحد من السياسيين اللبنانية توظيف الانتكاسة لتعويضها من جيوب حلفائه. “هيدا الشاب مش قليل”، بانتظار إعلانه بطلاً قومياً، و”بيضة قبان” في معركة غالبية المسيحيين مع “حزب الله”.

المدن

مقالات ذات صلة