فرنجية فتح باب التسوية…جلسة حرب السكورات الاربعاء قبل “الجَدّ”
لم يحمل خطاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الذكرى الـ45 لمجزرة اهدن مفاجآت من العيار الثقيل، ولم يقل الرجل ما لم يتوقعه الخصوم من انتقادات واتهامات. لكنّ المهم لا بل الاهم، انه فتح الباب على التسوية بقوله ” لا مشكلة لدينا في الاتفاق على مرشح وطني وجامع”. كلام يمكن الرهان عليه لانتقال فريق الممانعة، العاجز عن تأمين الاصوات الكافية لانتخاب مرشحه، الى المرحلة التالية في الاستحقاق الرئاسي تحت عنوان التسوية لانتخاب رئيس توافقي لا غلبة لأي فريق عبره على الاخر.
فتح فرنجية بنفسه اذا باب التوافق. ذلك ان مجرد اعلان استعداده الاتفاق على مرشح جامع، يُشتَم منه تمهيد للخروج من حلبة السباق. شرط كان وضعه الثنائي بإعلان مصادره تكرارا منذ تبني ترشيح فرنجية “اننا لن نتخلى عن مرشحنا الا اذا قرر الانسحاب بنفسه “. تبعا لذلك، تتوقع مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” ان تشكل جلسة الاربعاء الانتخابية النقطة الفاصلة بين حقبتي المراوحة والجدّ، فتصح تسميتها بجلسة “السكورات” والتحوّل في الملف الرئاسي، بعدما تحوّل الفريق المعارض ومعه التيار الوطني الحر وبعض التغييريين الى متبنين لمرشح يصفونه بالتسووي والتوافقي- ولو ان الممانعة تعتبره “مشروعا صهيونيا”- سينال عددا كبيرا من الاصوات يناهز وفق الترجيحات الـ60 الى 65 صوتاً بقوة ضغط متعاظم ما يجعله رئيسا شعبيا وميثاقيا وليس دستوريا، شأن سيحرج الثنائي، باعتبار ان اقصى ما يمكن ان يحصده مرشحه هو 40 صوتاً، ولو انه يسعى الى الـ 44 لتأمين الثلث المعطّل، فتسهم الحماوة الانتخابية الرقمية آنذاك في فتح الدرب التسووي، الذي شقه فرنجية بنفسه.
يعزز هذا التوجه وفق المصادر، سقوط اوراق الفريق المعارض تباعاً وتدحرج رهاناته كلها.
– راهنوا على ملاقاتها المبادرة الفرنسية فاصطدموا بجدار الحياد السعودي ورفض الاصطفاف الى جانب اي مرشح او الدخول في لعبة الاسماء.
– راهنوا على اقتناع النائب جبران باسيل بالسير بفرنجية فلم يقتنع.
– راهنوا على عدم تقاطع باسيل مع المعارضة في تأييد جهاد ازعور فتقاطعَ وتحققت وحدة الصف المسيحي.
– راهنوا على عدم سير اللقاء الديموقراطي بأزعور فسار.
اما آخر رهاناتهم، فسقطت مع سقوط المبادرة الفرنسية وفشل باريس في تسويق فرنجية الذي بات في حكم المنتهي ترشيحه بقرار شعبي نيابي. الا ان الثنائي يبحث راهنا عن كيفية استثمار ورقته هذه وبيعها بأغلى ثمن مقابل الانتقال الى تأييد مرشح التسوية، شأن قد يستلزم المزيد من الوقت بحثا عنه، من بين المطروحة اسماؤهم رئاسيا او من خارج نادي الترشيحات، الا ان رئيس لبنان التوافقي العتيد لا بدّ سيعكس ميزان القوى في لبنان والمنطقة ويحظى بموافقة الدول الكبرى، لا سيما تلك المعنية بالوضع اللبناني وتحديدا دول خماسية باريس التي تكثّف اتصالاتها في مختلف الاتجاهات سعيا لتأمين التوافق، وما مهمة المبعوث الرئاسي الفرنسي الذي سيصل الى بيروت بعد يوم الاربعاء المقبل الا الجزء من كل، في اطار السعي الدولي لانهاء ازمة لبنان الرئاسية ووضع حد للنزيف المتواصل.
المركزية