فجر السعيد وسعادة اللواء: ماذا لو منع من الدخول مسؤول في فيلق القدس؟
فجر السعيد وسعادة اللواء
من حق الرأي العام، أن يعرف ماذا تتضمّن مذكرة التطويع التي شَهَرها أحد ضباط الأمن العام بوجه الصِحافية الكويتية فجر السعيد من دون أن يسمح لها بقراءتها، وبأي ذريعة مُنعت من الدخول إلى الأراضي اللبنانية مساء الأربعاء. قيل أن المدير العام بالإنابة اللواء الياس البيسري «كان خارج السمع» وبالتالي تُرك أمر التصرّف للضابط في المطار. ماذا لو كان الأمر يتعلّق بمنع دخول مسؤول في فيلق القدس أو ما يعادله أهمية إلى لبنان بموجب مذكرة تطويع صادرة من أيام المير فاروق أبي اللمع؟
حسناً هذا أمر مستبعد.
إنتظرنا كصِحافيين، نتضامن مع أي صحافي حرّ في آخر الأرض، أن يصدر توضيح يتعلّق بأسباب المنع، فطلع علينا مكتب شؤون الإعلام في الأمن العام، ببيان يوضح أنّ إجراءات دخول العرب والأجانب إلى لبنان والإقامة فيه، منوطة وفقاً للقوانين المرعية الإجراء حصراً بالمديرية. كما يحق لأصحاب العلاقة مراجعة هذه المديرية، بالأصالة أو بالوكالة، لإعادة النظر بأي إجراء يصدر عنها في حال تقدّموا بمعطيات ومستندات تسمح بإعادة النظر بأي إجراء متّخذ. ماذا اتّضح من البيان التوضيحي؟ لا شيء.
إذا كان الأمر يتعلّق بزيارة السعيد إلى المسجد الأقصى، فقد أوضحت ظروف الزيارة.
وإذا كانت مذكرة التطويع بسبب تصريحات السعيد تجاه «المرشد الأعلى للجمهورية» فهذا الإجراء، على ما يبدو، لن يطوّعها ولن يبدّل قناعاتها ولن يمنعها من أن تدافع عن لبنان كبلد حريات. وليت المسؤولين، آمرين ومأمورين، ينظرون أبعد من حدود «المذكرات» التهويلية. فمصلحة لبنان وعلاقاته العربية أبعد بكثير. والمفارقة أن أحداً لم يتجاوب ذاك المساء لا مع تدخل السفارة الكويتية ولا مع وساطة وزيري الإعلام والداخلية. القانون قانون. المذكرة مذكرة. الضابط ينفّذ. ظِلّ اللواء الطموح حاضر أبداً في أمر البارحة وأمر اليوم.
قبل أشهر، زرتُ العزيز جداً الشيخ نامي الخازن، المتوفي قبل ثلاثة أسابيع، وعقدنا جلسة طويلة حول ركوة قهوة، كنت فيها مستمعاً إلى الشيخ الثمانيني الساخر الملتفّ بعباءة والرابط شعره المهمل الطويل كيفما اتفق، يروي محطات من تاريخ لبنان الصاخب والممتع والجاذب للإخوة الخليجيين كوجهة سياحية أولى. وممّا رواه: «تناهى إلى مسامع مسؤول كبير أن بعض رجال الأمن العام يسيئون التعاطي مع كبار الضيوف، فكلّف كوميسيراً جذّاباً طلق اللسان حلو المعشر أن يتولّى بنفسه استقبال الضيوف وتسهيل أمورهم والإهتمام بنقل حقائبهم إذا لزم الأمر ومرافقة الشخصيات في سيارة أميركية فخمة».
في ذاك الزمن كان سعادة اللواء عباس ابراهيم ولداً، فوق العاشرة بقليل ولم يخبره أحد عن ذاك الكوميسير. لا شيخ نامي أخبره ولا أي مخبر.
عماد موسى