«لكل ساعة شياطينها»: العبرة في… “الثلث المعطِّل” أو في “الإغتيال المعطِّل”!?
كلّ التنظير والتحليل والاجتهاد، أصبح وراءنا. حقيقةٌ واحدة: الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد غدٍ الأربعاء، سيسعى فيها ثنائي «حزب الله»- حركة «أمل» إلى تأمين «الثلث المعطِّل» رئاسياً، عبر توفير 43 نائباً ينسحبون من الجلسة بعد الدورة الأولى منها، فيبقى في قاعة البرلمان 85 نائباً، أي أنّ ثلثَي أعضاء مجلس النواب ينقصهما نائب.
إذا استطاع ثنائي «حزب الله»- «أمل» تأمين الإثنين والأربعين نائباً، فهل يكون الرئيس نبيه بري، شخصياً، النائب الثالث والأربعين الذي يؤمن الثلث المعطِّل للدورة الثانية، بدل أن يؤمِّن النصابَ لها؟
الرئيس نبيه بري هو»الخصم والحكم» في آن، يحمل في الجلسة صفة الخصم لأنه أحد ضلعَيْ الثنائي، ويحمل صفة «الحَكَم»(أو هكذا يجب أن يكون)، بصفته رئيساً للمجلس، ويفترض فيه أن يكون على الحياد، فهل ينحاز لحياديته أو لثنائيته؟
إنها المرة الأولى التي لا يستطيع فيها أي طرف القول إنه يعرف النتيجة سلفاً، وهنا مكمن الخطورة لأنّ لا أحد يمكن أن يتوقّع كيف ستتطور الأمور؟ وفي أي اتجاه؟
هل الرئيس بري في»ورطة تسرُّع»؟ في إحدى مقابلاته الصحافية، قارن بين مرشحه، سليمان فرنجيه، وبين المرشح ميشال معوض الذي وصفه بمرشح الاختبار الانبوبي. مشكلة الرئيس بري انه سيشاهد الاربعاء المقبل، رقماً لمرشحه لن يصل إلى الرقم الذي وصل اليه «مرشح الاختبار الانبوبي»، أي 49 صوتاً. مرشحٌ وقفت معه فرنسا والثنائي الشيعي وسوريا، ولم يكن»اختباراً انبوبياً»، فيما ميشال معوض لم تسمِّه دولة ونال 49 صوتاً، أي الرقم الذي ناله الرئيس الياس سركيس في انتخابات 1970.
أمور كثيرة تبدلت أخيراً، فرنسياً، من المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل إلى الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لو دريان، كما أنّ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، ليس تفصيلاً أن يغادر بيروت على عجل إلى الرياض للتشاور.
الجلسة الثانية عشرة لن تكون كالجلسات الاحدى عشرة التي سبقت: التهويل يبلغ ذروته، إلى درجة أن السؤال سيكون: ماذا بعدها؟ هل تكون هناك جلسة ثالثة عشرة؟ أم يسبقها حوار أو «مؤتمر تأسيسي»، وفق ما يلوح البعض؟
ما يدعو إلى التهيّب أنّ فريق الممانعة يدخل المعركة بكامل أسلحته السياسية، يجهَر بأنه لن يضع ورقة بيضاء بل سيكتب اسم سليمان فرنجية، فماذا تعني هذه القطبة المخفية؟ لماذا سيتعمّد إظهار حجمه، علماً أنّه في الجلسات السابقة الإحدى عشرة، تماهى بالورقة البيضاء؟ هذا لغزٌ ليس من السهل معرفة ماذا يتقصد منه «الحزب».
قد يقصد «حزب الله» أن هناك عدم قدرة على انتخاب رئيس، اذاً «شرِّفوا إلى الحوار»، هذه النقطة ربما لا بد منها لأنه حتى لو استطاع المرشح جهاد أزعور الحصول على 65 نائباً في الدورة الثانية، فكيف يشكل حكومة لاحقاً؟ ثمة مَن يقول: «لكل ساعةٍ ملائكتها»، لكن يجب عدم إغفال: «لكل ساعة شياطينها»، وليس سراً أنّ النواب يلتزمون أقصى درجات الحيطة والحذر لأنّ تجربة «سنة الاغتيالات» عام 2005، ماثلة أمامهم.
جان الفغالي- نداء الوطن