عشية المنازلة الكبرى حارة حريك «محشورة»: هل يعدل حزب الله من استراتيجيته الرئاسيّة؟

عشية المنازلة الرئاسية الكبرى يوم الاربعاء المقبل، نشطت حركة الاتصالات الداخلية والخارجية، منها المنظور ومنها الغير المنظور، وما بينهما، اما لمحاولة انتاج رئيس او انهاء مرشحي التحدي لمصلحة مرشح تسوية يتم انتخابه في الجلسة الثالثة عشرة، فيما يتلمس اصحاب الارقام خلف الكواليس الاتجاهات التي ستسلكها القوى السياسية ذات المواقف الضبابية، ليبنوا على الشيئ مقتضاه، شانهم شان السفارات الناشطة على مدار الساعة، بعدما فعلت اطقمها واستنفرتها على مدار، خصوا في ظل معطيين طارئين، الاول تمثل في مسعى بكركي لعقد قمة روحية تزامنا مع الجلسة الانتخابية، والثاني، لقاء استخباراتي اميركي – روسي في الموعد نفسه، انجزت كل التحضيرات لعقده.

واذا كانت «البوانتاجات»، لدى المعارضة او الممانعة على حد سواء، قد بينت تقدم الوزير السابق جهاد ازعور على منافسه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي «سيبق اليوم الكثير من بحصاته»، الا انها في المقابل لم تحسم بعد حصول الاول على الـ 65 صوتا في الدورة الاولى الذي ما زال يخضع للتشكيك والنقاش لاسباب سياسية، تاركة الباب مفتوحا امام المفاجئة، على قاعدة «احرجنا المحور فاخرجناه من الجلسة في دورتها الثانية»، رغم ان قرار اللقاء الديمقراطي قلب المعادلة.

في هذا الاطار تكشف مصادر دبلوماسية، ان واشنطن ابلغت المعنيين من كلا الجبهتين ان الوضع العام في البلد في ظل استمرار الشغور الرئاسي والانقسام السياسي الحاد، ادخل الكيان اللبناني غرفة العناية الفائقة، ما يتستدعي حسم الخيارات، حيث لا مكان للمواقف الضبابية او الرمادية، اذ المطلوب اتخاذ القرار بالوقوف خلف احد الخيارين، لان المرشح الثالث لن يكون مطروحا في اي لحظة قادمة، ايا كانت التطورات.

امام هذا الواقع ترى المصادر ان حارة حريك باتت «محشورة» في ظل نجاح الفريق المناهض لها في «تشليحها» الفريق المسيحي الذي طالما امن لها الغطاء المسيحي، ليس فقط في نقله الى الوسط بل الى الجهة المقابلة، ما ان للمعارضة مروحة كبيرة مسيحية – درزية – سنية، اضافة الى مجموعة من العوامل الاخرى، لا بد ستدفع بالحزب الى اتخاذ خيارات اكثر ليونة، وهو ما برز في كلام الشيخ نبيل قاووق، بداية في دعوته الى الحوار والتفاهم، ثم حديثه عن ضرورة ايجاد تقاطع وطني لانقاذ البلد من الانهيار، وهذا يفترض فكفكة جبهة المعارضة.

وتتابع المصادر بان من ابرز العوامل التي لا بد لحزب الله ان ياخذها بعين الاعتبار واهمها:

– التعديل في الاستراتيجية الفرنسية،نتيجة الدخول الاميركي المباشر على الخط، الذي اثار ريبة فريق الثامن من آذار، معرضا التعهدات التي طالما عمل عليها بعدم السماح للاستقرار الداخلي بالاهتزاز للخطر، خصوصا في ظل توافر كل العناصر الاقتصادية والسياسية والمذهبية فضلا عن التحلل الامني الرسمي.

– حسم كتلة اللقاء الديمقراطي لموقفها لصالح مرشح «التحدي»، وهو ما ترك اثره الكبير على فريق من المترددين، الذين طالما آمنوا بانتينات البيك الكبير وما تلتقطه من ذبذبات، والذي ما كان لياخذ قرار «الابتعاد المؤقت» والانتقال الى الطرف الآخر، لولا معطيات اقليمية ودولية سمعها وتحسسها، مع ما لخطوته من تداعيات في ظل وضع الحزب كل ما يحصل تحت عنوان التحدي غير المقبول.

هنا لا بد من الاشارة الى انه في حال عدل نواب «التغيير» وعدد من النواب السنة المستقلين ونواب تكتل الاعتدال الوطني ونواب الجنوب المستقلين، عن ضبابيتهم وعن فكرة التصويت بالورقة البيضاء، ما سيعني قلب المعادلات ونقل البلاد الى مكان آخر.

ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة