قرار اميركي وحّد جعجع وباسيل وجنبلاط حول ازعور ولكن… لن يمر!

الجميع يترقب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 14 حزيران يوم الاربعاء المقبل لما لها من دلالة مهمة وخطرة في آن واحد حيث ان التصويت للمرشحين يتم على قاعدة غالب ام مغلوب، فضلا عن ان فرز الاصوات وتبيان توجهها سيوضح الصورة للمعارضة و«الوطني الحر» كما للثنائي الشيعي حيث لن يكون هناك ضبابية في المشهد السياسي بعد تاريخ 14 حزيران ولا رمادية في المواقف، وبالتالي سيكون المجرى السياسي «ابيض او اسود».

وهذا الاصطفاف السياسي الذي تتوسع رقعته بين حركة امل وحزب الله الداعم للرئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة وبين المعارضة وبعض التغييريين زائد التيار الوطني الحر، اضافة الى انضمام اللقاء الديموقراطي الى هذا الفريق في دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، ياخذ البلد الى انقسام عمودي على غرار ما حصل عام 2005 حين ظهرت حركة 14 اذار وقابلتها حركة 8 اذار، ولو ان الظروف اليوم غير متشابهة.

وفي هذا النطاق، ترى مصادر مطلعة ان تمسك الثنائي الشيعي بفرنجية مرشحا رئاسيا دون الاخذ بعين الاعتبار معارضة الاحزاب المسيحية الاكثر تمثيلا، اقلق هؤلاء ودفع بالتيار الوطني الحر الى الذهاب الى تقاطع على مرشح مع القوات اللبنانية والكتائب وبعض التغييريين. ذلك ان الخوف المسيحي من محاصرته ومن الاتيان برئيس لا توافق عليه الكتل المسيحية البارزة، جعلها تتوحد وتتخلى عن خلافاتها السياسية.

من جهة اخرى، اكد مصدر في حزب الله للديار ان واشنطن هي الراعية لهذا الاصطفاف السياسي الحاصل بين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لدعم ترشيح جهاد ازعور، وكل ذلك لم يكن ليحصل لولا القرار الاميركي، فضلا عن محاولة الولايات المتحدة الاميركية تحييد فرنسا والسعودية عن الساحة اللبنانية. وهذا القرار الاميركي يقضي بتغليب فريق على حساب فريق اخر، وهذا لا يمكن ان يسمح به حزب الله. وشدد مصدر في حزب الله للديار على ان جهاد ازعور مرشح المناورة والتحدي لن يمر، مكتفيا بهذا القدر من الكلام. واشار الى ان جلسة انتخاب رئيس في 14 حزيران هي جلسة لاظهار ان ازعور سيحصل على اصوات اكثر من سليمان فرنجية، الا ان المصدر في حزب الله اكد ان هذا الامر لن يغير في موازين القوى في لبنان.

وامام هذا المشهد السياسي اللبناني، انتقل الفريقان المتنازعان والمختلفان حول الاستحقاق الرئاسي من الخصومة السياسية الى العداوة السياسية، وبات التقارب او التلاقي بينهما مستحيلا اذا لم تتدخل جهة خارجية لرأب الصدع بين المعارضة والثنائي الشيعي.

الديار

مقالات ذات صلة