إبراهيم الأمين لخصومه: أنتم مصدر للملل.. موتوا بغيظكم!
ملل!
لا يملك الخصوم، من سياسيين وإعلاميين، إلا ما تملكه أجهزة استخبارات العالم، وهو أن كل نقد يصدر عنّا لمواقفهم أو سلوك أشخاصهم، هو تهديد لهؤلاء بالقتل. وهم، جميعاً، أصبحوا خبراء في الحرب النفسية، معتقدين بأن صراخهم ونحيبهم يسكتانِنا أو يجعلان الصمت سيد موقفنا!
مرة جديدة، تنطلق الماكينة نفسها، على خلفية صورة هنا أو نص هناك، في حملة اتهام جديدة. وكل ما يطلبونه، في الجلسات السرية، وحتى العلنية، مع السفارات الأجنبية أو مع أجهزة الاستخبارات العالمية، هو ممارسة التهويل والحرم وحتى أمور أخرى فيها من الأذى الذي نقبله كثمن «متل السمن ع العسل»!
السياسيون فيكم لم يرتفع تصنيفهم بعد من خانة الرداءة. مع ذلك، ليس أمامنا سوى الإقرار بأنهم يمثّلون رأياً عاماً يصوّت لهم دورةً بعد دورة. أما جيش «الخبراء» منكم، فنعرف أن الحصول على بطاقة دخولهم نادي المرضيّ عنهم، في مؤسسات الغرب الأكاديمية وصناديق التمويل، يفرض عليهم الوقوف عملياً، لا لفظياً، في وجه المقاومة وجمهورها وإعلاميّيها. حتى الحشد المستجدّ من الناطقين، الذين يُطلق عليهم صفات المحلل والكاتب والخبير والمحلّف… تراهم يستمتعون في عالم الصراخ الذي يرفع نسب المشاهدة!
لكن مهلاً، أليس بينكم مَن احترف الإعلام، ومَن عمل في مؤسسات إعلامية كانت تحمل موقفاً ووجهة ولم تكن يوماً على الحياد؟ أليس بينكم صحافيون انتقلوا من هذه المؤسسة إلى تلك بحثاً عن مستقبل مهني أفضل أو دخل أكبر؟ فما الذي يجعلكم في حال من الكسل، بلا إبداع ولا حتى خيال، بل تكرار مملّ لمن منح نفسه مكانة أعلى قدراً وأكثر منعة من كل الآخرين.
في كل مرة، تلجأ الغرف السوداء إلى الطريقة نفسها: حملات منظّمة عبر محترفين لتعطيل الموقع الإلكتروني، قرصنة حسابات بعض الزملاء، محاولة الولوج إلى الداتا، وتعقّب تقني بحثاً عن مصدر خبر هنا، أو وثيقة هناك، ومنع للسفر إلى هذا البلد أو ذلك، وتدقيق مالي دوري حتى في ظل انهيار الدولة، وبرمجة، ولو غير منظّمة، لحملات ذبابكم الإلكتروني كيفما اتّفق، وتخصيص شتّامين بساعات من الهواء الأصفر الخارج من قنواتكم، وحبر أسود من قلوبكم يُسال من دون توقف… ومع ذلك، تدورون حول أنفسكم بحثاً عن خلاص!
لا بأس من تذكيركم بأنكم ستبقون تحت العين، نلاحق كل هفواتكم مهما صغُرت أو كبُرت، رافعين لواء المقاومة التي تكرهون فيها كل شيء، حتى الأحرف المشكّلة لمفرداتها، وسنتمسّك بها يوماً بعد يوم، ونرى فيها خلاصاً من احتلال عسكري، كما سنداً في معركة أقسى بوجه تبعية عمياء تمارسونها باسم الثقافة والترقّي والتقدّم. ورغم أنكم مصدر للملل كما أنتم عنوان للكسل، ليس عندنا ما نقوله لكم إلا: موتوا بغيظكم!
ابراهيم الامين-الاخبار