إنجاز لبناني جديد: روبوت لمساعدة المكفوفين!
فادي عبود، طالب لبناني في السنة الرابعة في كلية طب الأسنان في جامعة القديس يوسف في بيروت. قصّته هي من قصص الشباب اللبناني التي يُعتبر لبنان بأمسّ الحاجة لمثلها في المرحلة الصعبة التي يمرّ فيها. فعزم شبابه على إحداث تغيير، وإصراره على رفع اسم عالياً رغم التحدّيات، قد يكون قارب النجاة الذي ينتشله من الغرق.
بعد فوزه بالمرتبة الأولى في مسابقة “بشارة وكارمن عبجي للإبداع والابتكار” عن اختراعٍ له لمساعدة المكفوفين، تأهّل عبود للمشاركة في المسابقة العالمية Concours International D’Entrepreneuriat Etudiant مع 9 طلاب من دول أخرى، ليكون ممثلاً لمنطقة الشرق الأوسط، وهو الشاب الوحيد الذي تمّ اختياره منها. أما اختراعه هذا، فهو عبارة عن روبوت طبي على شكل نظّارات، يعمل بالذكاء الاصطناعي، لمساعدة المكفوفين ليتنقلوا بمفردهم بشكل آمن ويتمتعوا بالاستقلالية.
في حديثه مع “النهار العربي”، يؤكّد عبود، أنّ ما يفكّر فيه بشكل أساسي من خلال مشاركته هذه، هي رفع اسم لبنان عالياً وتمثيله على صعيد عالمي، ليُدخل الأمل والفرح في نفوس اللبنانيين. وهي ليست المرّة الأولى التي يقدّم فيها اختراعاً لأهدافٍ اجتماعية يمكن أن تُحدث تغييراً وتكون لها فائدة للآخرين. ففي مرحلة سابقة، وبعد أن شاهد كطالب في الجامعة الصعوبات التي يواجهها أطباء الأسنان مع معاونيهم في العيادات بسبب ضغوط العمل، قرّر تقديم إنداز يساعد في تنظيم الأمور في العيادة، بكثير من الدقّة، من دون أن يسلب فرصة عمل من أحد. لذلك، قام باختراع روبوت يعتمد على أساس الذكاء الإصطناعي، ويعمل على صوت الطبيب من خلال استشعارات فيه، فيؤمّن له ما يحتاجه من أدوات في العمل.
ولهذا الروبوت ميزات عديدة تجعله مختلفاً ومتفوّقاً عن كل ما يتوافر من روبوتات مماثلة لمساعدة طبيب أسنان في أميركا والعالم. لدى قيامه بهذا الإنجاز الذي أراد من خلاله تحقيق هدفٍ إجتماعي، فاز عبود بجائزتين. وإثر ذلك، انطلق بمشروع آخر للهدف نفسه من أجل المكفوفين، كي يتمتعوا بالاستقلالية أثناء تنقّلاتهم بأمان ومن دون ان يتعرّضوا لخطر التعثر. فللنظّارات التي أنجزها أيضاً نظام استشعار يُنذر من يضعها بوجود عائقٍ ما يمكن أن يواجهه، وذلك من خلال نظام الارتجاج.
أما الإختراع الأخير الذي أنجزه، معتمداً أيضاً على تجربة شخصية. فيخبر أنّه كان عائداً متعباً من الدراسة في إحدى الليالي، وكاد أن يُقتل في حادث سير عندما شارف على النوم أثناء القيادة بسبب النعاس الشديد والتعب. لذلك، قرّر ابتكار روبوت بشكل نظّارات تُنذر سائق السيارة من خلال نظام صوتي يطلق صفارة حادّة عندما يشارف على النوم أثناء القيادة، حتى لا يتعرّض لخطر.
بعد فوزه بجائزة أولى عن روبوت المكفوفين، كان عبود قد تقدّم للمشاركة بمسابقة Concours International D’Entrepreneuriat Etudiant التي يشارك فيها حوالى 60 شخصاً من العالم. وقد تفاجأ عندما تمّ التواصل معه لإبلاغه باختياره مع 9 آخرين، وبأنّه سيكون الشاب الوحيد في المباراة ممثلاً منطقة الشرق الأوسط في المسابقة العالمية. أما التصويت فجارٍ حالياً حتى يتمّ اختيار الفائز بالمرتبة الأولى.
يترقّب الشاب اللبناني الذي استغلّ شغفه في مجال الروبوتكس لأهداف اجتماعية، اللحظة التي قد يفوز فيها، حتى يتوجّه في مرحلة أخرى إلى كندا ليقدّم مشروعه أمام لجنة التحكيم في 60 ثانية ضمن Concours d’entrepreneuriat Etudiant :60 Secondes، فيمثل لبنان على مستوى عالمي ويرفع اسمه عالياً من خلال هذا الإنجاز، ويقدّم أجمل صورة عنه.
النهار العربي