في «الحظ السياسي» تفوَّق «الصهر»: «كل شيء في حبِّ جبران يهون»!
“جبران بيمون”
لم يسبق ولم يحدث أن حظي سياسي لبناني بهذا القَدْر من «الدعم السياسي»، كما حظي ويحظى به رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، من مؤسس التيار الرئيس ميشال عون، ليس منذ اليوم بل منذ ثمانية عشر عاماً، حين عاد «الجنرال» من منفاه الباريسي.
في «الحظ السياسي»، تفوَّق «الصهر» باسيل على مَن سبقه من «أصهرة»: من الراحل عبدالله الراسي، صهر الرئيس سليمان فرنجيه، إلى فارس بويز صهر الرئيس الياس الهراوي، إلى الياس المر صهر الرئيس اميل لحود. مَن سبق ذكرهم انتُخبوا نواباً وسُموا وزراء في عهود أعمامهم، جبران باسيل انتُخِب نائباً وعيِّن وزيراً وأورِث رئاسة «التيار الوطني الحر» ورئاسة «تكتل لبنان القوي» ورئاسة المجلس السياسي للتيار. لم يقتصر الأمر على هذه «الهِبات»، بل استخدم الرئيس عون «سلاح التعطيل» في تشكيل الحكومات ما لم يكن جبران باسيل وزيراً فيها، كما استخدم «سلاح الضغط» على كوادر في «التيار» ومخاتير محسوبين على «التيار» للدفع في اتجاه إعطاء الأصوات التفضيلية لهذا المرشح، وحجبها عن ذاك، على رغم أنّ المرشحَيْن ينتميان إلى «التيار»، وعلى اللائحة ذاتها.
على كل شفةٍ ولسان، تتردد العبارة التالية: «جبران مستقوي بعمِّه»، مردِّدو هذه العبارة يستشهدون بالوقائع والمعطيات التالية: اصطحاب النائب باسيل للعماد ميشال عون في زيارته لجزين، مشاركة العماد عون في عشاء هيئة «التيار الوطني الحر» في جبيل، مشاركة العماد عون في أحد اجتماعات «تكتل لبنان القوي»، ثم في اجتماع المجلس السياسي للتيار.
«كل شيء في حبِّ جبران يهون»، ربما لم يقلها الجنرال عون، لكنه بالتأكيد يطبقها، فمَن يزور دمشق، وواحد من أهداف الزيارة، التوسط لجبران، قد لا يتوانى عن طلب موعد لزيارة واشنطن لبحث مسألة رفع العقوبات عن جبران.
الأسئلة التي يوجهها المراقبون والمتابعون لزيارة الجنرال عون لدمشق: لماذا لم تتم الزيارة طوال عهد الرئيس عون، إذا كان الموضوع يتعلَّق بالنازحين؟
هل يعقَل أن يتحدث العماد عون عن الرفض الأوروبي لعودة النازحين، فيما يتجاهل رفض النظام السوري لعودتهم؟ وأكبر دليل على ذلك كلمة الرئيس بشار الأسد في القمة العربية التي تجاهلت كلياً موضوع النازحين السوريين، علماً أنّ الكلمة جاءت شاملة وتطرقت إلى كل الملفات، من السودان إلى»خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة». وهنا سأل المراقبون: كيف للرئيس بشار الأسد أن يتحدث عن كل هذه الملفات ولا يتطرق إلى الملف الأهم، وهو ملف النازحين من مواطنيه إلى أوطان أخرى؟
في مطلق الأحوال، الشكل في الزيارة يوازي المضمون، باستثناء الرئيس الأسد، الآخرون «سابقون»: العماد عون رئيس سابق، بيار رفول وزير سابق، علي عبد الكريم علي سفير سابق، أليست هذه إشارة كافية إلى أنّ اللقاء بروتوكولي؟
لِمَ لا؟ فما هو مؤكد أنّ «جبران بيمون».
جان الفغالي- نداء الوطن