ما علاقة مرض السكري بالخرف؟

الخرف يسرع خطاه لدى من يعانون السكري في شبابهم

أشارت الأبحاث إلى أن خطر إصابة الشخص بالخرف يزيد في حالة الإصابة بمرض السكري في سن مبكر. ووفق الخبراء المشاركين في تلك الدراسة، فإن الحؤول دون الانتقال من الحالة المعروفة باسم “التمهيد لمرض السكري” Prediabetes [وتسمّى أيضاً “حالة ما قبل السكري”]، إلى معاناة ذلك المرض فعلياً، يسهم في انخفاض حالات الخرف المستقبلية. ويجدر التذكير بأن حالة “التمهيد لمرض السكري” تسبق الإصابة فعلياً بالنوع الثاني منه. وفي تلك الحالة، يكون مستوى السكر في الدم مرتفعاً لكنه يبقى دون الحد المطلوب لتشخيص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وترتبط حالة “التمهيد لمرض السكري” بزيادة خطر الإصابة بذلك المرض، لكنها تشمل مجموعة أخرى ومستقلة من المتغيرات في صحة الجسم.

وبصورة عامة، يمر معظم من يصابون بالسكري بالحالة التي تمهد له.

[تجدر الإشارة إلى أن حالة “التمهيد لمرض السكري” تتميّز أيضاً بارتفاع مستوى الأنسولين في الدم إلى حد غير طبيعي، إضافة إلى اضطراب مستوى ضغط الدم].

ووفق الباحثين، ففي كل سنة تنتقل نسبة تتراوح بين 5 و10 في المئة ممن هم في منتصف أعمارهم ويعانون تلك الحالة التمهيدية؛ إلى معاناة مرض السكري من النوع الثاني. بالتالي، ينتقل ما مجموعه 70 في المئة من المصابين بمقدمات السكري إلى معاناة ذلك المرض في حياتهم.

وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن ما يصل إلى ثلث سكان المملكة المتحدة قد يكونون مصابين بحالة “التمهيد للسكري”.

وبغية تقييم مدى خطر الإصابة بالخرف المرتبط بحالة “التمهيد للسكري”، انكبّ مؤلفو الدراسة على تحليل بيانات الأشخاص الذين شاركوا في بحث عن “مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات” ARIC في الولايات المتحدة.

ووفقاً للدراسة، ارتفع خطر الإصابة بالخرف لدى من يصابون بمرض السكري من النوع الثاني قبل بلوغهم سن الستين، بمقدار ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع سواهم.

وقد انخفض ذلك الخطر إلى 73 في المئة [أي انها جاءت أقل من الزيادة بمقدار ضعفٍ كاملٍ] لدى من أصيبوا بالسكري في عمر يتراوح بين الستين والتاسعة والستين. وتدنى الخطر نفسه إلى 23 في المئة لدى من ظهر لديهم السكري في أعمار تراوحت بين السبعين والتاسعة والسبعين.

وتشير نتائج تلك الدراسة التي نشرت في مجلة “ديابيتولوجيا” Diabetologia المتخصصة في بحوث مرض السكري، إلى أن الإصابة بذلك المرض في سن الـ80 وما فوق، لم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف.

وكذلك أشار المؤلفون إلى أن “حالات التمهيد للسكري ترتبط بخطر الإصابة بالخرف، لكن ذلك يفسر بالارتباط مع تطور مرض السكري نفسه. إن الإصابة بالسكري في عمر مبكر ترتبط بقوة مع معاناة الخرف. بالتالي، إن منع أو تأخير الانتقال من حالة “التمهيد للسكري” إلى الإصابة بالمرض نفسه، سيقلل بشكل كبير من عبء الخرف في المستقبل”.

وقد أجرى تلك الدراسة طالب الدكتوراه جياكي هو والأستاذة إليزابيث سيلفين من “كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة” في الولايات المتحدة وزملاؤهما. وعملت الدراسة على تقييم مدى ارتباط “التمهيد للسكري” بخطر الإصابة بالخرف، مع الأخذ في الاعتبار مدى وزمن انتقال تلك الحالات إلى معاناة مرض السكري من النوع الثاني. ولاحظت الدراسة حدوث ذلك الانتقال، قبل انطلاق الدراسة وبعدها.

بالتالي، تبيّن أنه بين 11656 شخصاً لم يكونوا مصابين بمرض السكري في بداية الدراسة، وُجِدَتْ حالة “التمهيد للسكري” لدى 2330 (20 في المئة) منهم.

عند حساب مرض السكري الذي تطور بعد الفترة المرجعية التي انطلقت منها الدراسة، لم يجد الباحثون أي ارتباط ذي دلالة إحصائية بين حالات “التمهيد للسكري” والخرف.

ومع ذلك، وجدوا أن العمر المبكر حين الانتقال من “التمهيد للسكري” إلى معاناة النوع الثاني من السكري، امتلك أقوى صلة مع الخرف.

اندبندنت

مقالات ذات صلة