هل يسمح باسيل لجعجع أن يصل الى نهاية سعيدة ويكسب رهانه الأول؟

لا يُخفى على أحد أن تقاطع الأطراف المُتناقضة كان ولا زال على الـ «ضد» ، وليس على الـ «مع» ، حتى رغم تسميتها مرشح لرئاسة الجمهورية مقابل رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.

مصادر سياسية في فريق 8 آذار قالت : لنبدأ بالأهداف، بحسب التسميات المُعتمَدة، فإن المعارضة هدفها إسقاط أي مرشح يدعمه حزب الله، أما رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل فهدفه إسقاط فرنجية، فتقاطَع الطرفان على رفض الإسم، إلا أن المعارضة التي تشرذمت بعد أن كَرَّت سُبحة التراجع عن مرشحها الأول النائب ميشال معوض، لم يكن بإمكانها أن تتوحّد إلا بتقاطعها مع «التيار الوطني الحر» الذي بموقفه استطاع تقويتها، وأصبح بذلك إجماعا مسيحيا على موقف واحد.

أما عن اختلاف الأسباب الذي يوصل إلى هذه النتيجة، تضيف المصادر، فإن أطراف المعارضة اتفقوا على الخطة أ ، لكن كل طرف لديه خطة ب مختلفة، الى حد يعترض عليها بقوّة أحد أعمدتها، وعلى سبيل المثال: فإن «القوات» التي تهدف من تسمية أزعور إسقاط فرنجية، فالخطة ب لديها هي ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي يرفضه باسيل رفضاً قاطعاً بشكل يُوازي الى حد ما رفضه لفرنجية، عندها ماذا سيفعل باسيل؟

ف، «القوات» منذ البداية، كانت الأولوية لديها إسقاط مرشح «الثنائي الشيعي» لاعتبارات تتعلّق بسيادة القرار المسيحي، على حد قول المصادر، وهذا ما يزيد شعبيتهم التي أصبحت بحاجة الى حقنة فيتامين طائفي تمنحهم حصة في العهد الجديد، وبالتالي الهدف من ترشيح أزعور ليس إيصاله إنما إسقاط فرنجية، خاصة وأنهم يعلمون استحالة وصوله، وأن هناك «فيتو» عليه من «الثنائي الشيعي».

واكدت المصادر ان جعجع يحاول عبر أزعور اللعب على العلاقة بين حزب الله و»التيار الوطني الحر» وزيادة التباعد بينهما، كما دفع بباسيل لتبنّي مُرشَّح من هذا النوع، كان يرفضه جعجع من قبل، بهدف تفخيخ كتلته وارتفاع الأصوات المُعترضة داخلها، وهذا ما يدفع الى طرح سؤال: هل سيستطيع التيار على خلفية مرشح التقاطع أن يُحافظ على وحدته الداخلية؟

فضرب الوحدة التماسكية للتيار وإضعافه، بالإضافة الى فك التحالف مع حزب الله هو هدف استراتيجي، لأن جعجع يعتبر أن بعد ذلك تلقائياً سيذوب التيار بالإيديولوجية «القواتية»، برأي المصادر، لأنه يعتقد أن المعارضة المسيحية له تقوم على تفاهم مار مخايل، وتدميرها لا يؤدي فقط الى فصل فريق مسيحي عن الشيعة، وإنما تذويبه بـ «القوات»، وبذلك يستأثر فيما بعد بالقرار المسيحي.

طبعاً هذا سيناريو يتمنى جعجع أن يصل الى نهاية سعيدة بالنسبة له، سيناريو مِن بين سيناريوهات لطالما تمنّاه مَن وراء جعجع خارجياً، إلا أنه لطالما خيّبهم وأفشل مخططاتهم التي أُوكلت إليه، إلا أن ذلك مرهون هذه المرة بأسئلة تُجيب عنها التطورات في القادم من الأيام ألا وهي: الى أين سيصل باسيل في المعركة الرئاسية؟ وهل ستكون نهاية تُحقِّق أمنية جعجع وتُكسِبه الرهان للمرة الأولى في تاريخه؟

مريم نسر-الديار

مقالات ذات صلة